الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ قُتِلَ ٱلإِنسَانُ مَآ أَكْفَرَهُ }

{ قتل الانسان } دعاء عليه بأشنع الدعوات فان القتل غاية شدآئد الدنيا وأفظعها ومن فسر القتل باللعن أراد به الاهلاك الروحانى فانه اشد العقوبات وهو بالفارسية لعنت كرده باد انسان يعنى كافر. وفى عين المعانى عذب { ما اكفره } ما اشد كفره بالله مع كثرة احسانه اليه وبالفارسية جه كافر ترين خلقست. تعجب من افراطه فى الكفران اى على صورته فان حقيقة التعجب انما تتصور من الجاهل بسبب ما خفى من سبب الشئ والذى أحاطه علمه بجميع المعلومات لا يتصور منه ذلك فهو فى الحقيقة تعجب من الله لخلقه وبيان لاستحقاقه للدعاء عليه اى اعجبوا من كفره بالله ونعمه مع معرفته بكثرة احسانه اليه وادعوا عليه بالقتل واللعن ونحو ذلك لاستحقاقه لذلك قال بعضهم لعن الله الكافر وعظم كفره حيث لم يعرف صانعه ولم يعرف نفسه التى لو عرفها عرف صانعها وقال ابن الشيخ هذا الدعاء وارد على اسلوب كلام العرب فهو ليس من قبيل دعاء من يعجز عن انتقام من يسوءه وكذا هذا التعجب ليس على حقيقته لانه تعالى منزه عن العجز والجهل بل المقصود بايراد ما هو فى صورة الدعاء الدلالة على سخطه العظيم والتنبيه على انه استحق اهول العقوبات واشنعها وبايراد صيغة التعجب الذم البليغ له من حيث ارتكابه اقبح القبائح ولا شك ان السخط يجوز من الله وكذا الذم ويجوز أن يكوم ما اكفره استفهاما بمعنى التقريع والتوبيخ اى اى شئ حمله على الكفر والمراد من الانسان اما من استغنى عن القرءآن المذكور نعوته واما الجنس باعتبار انتظامه له ولا مثاله من افراده لا باعتبار جمع افراده.