الرئيسية - التفاسير


* تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ وَٱلنَّصَٰرَىٰ نَحْنُ أَبْنَٰؤُاْ ٱللَّهِ وَأَحِبَّٰؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُ وَللَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ }

{ وَقَالَتِ ٱلْيَهُودُ وَٱلنَّصَـٰرَىٰ نَحْنُ أَبْنَاء ٱللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ } أشياع ابنيه عزيراً والمسيح كما قيل لأشياع ابن الزبير الحبيبون أو المقربون عنده قرب الأولاد من والدهم وقد سبق لنحو ذلك مزيد بيان في سورة «آل عمران». { قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم } أي فإن صح ما زعمتم فلم يعذبكم بذنوبكم فإن من كان بهذا المنصب لا يفعل ما يوجب تعذيبه، وقد عذبكم في الدنيا بالقتل والأسر والمسخ واعترفتم بأنه سيعذبكم بالنار أياماً معدودات. { بَلْ أَنتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ } ممن خلقه الله تعالى. { يَغْفِرُ لِمَن يَشَاء } وهم من آمن به وبرسله. { وَيُعَذّبُ مَن يَشَاء } وهم من كفر، والمعنى أنه يعاملكم معاملة سائر الناس لا مزية لكم عنده. { وَللَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَْرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا } كلها سواء في كونها خلقاً وملكاً له. { وَإِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ } فيجازي المحسن بإحسانه والمسيء بإساءته.