الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن/ الفيروز آبادي (ت817 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَٰتِنَآ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَٰبُ ٱلنَّارِ خَٰلِدِينَ فِيهَا وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } * { مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِٱللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } * { وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ فَإِن تَولَّيْتُمْ فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ } * { ٱللَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ } * { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلاَدِكُمْ عَدُوّاً لَّكُمْ فَٱحْذَرُوهُمْ وَإِن تَعْفُواْ وَتَصْفَحُواْ وَتَغْفِرُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { إِنَّمَآ أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَٱللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ } * { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسْتَطَعْتُمْ وَٱسْمَعُواْ وَأَطِيعُواْ وَأَنْفِقُواْ خَيْراً لأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } * { إِن تُقْرِضُواْ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَٱللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ } * { عَالِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ }

{ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بالله كفار مكة { وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَآ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ } أهل النار { خَالِدِينَ فِيهَا } مقيمين في النار لا يموتون ولا يخرجون منها { وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ } المرجع في الآخرة الذي صاروا إليه النار { مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ } في بدنكم وأهلكم وأموالكم { إِلاَّ بِإِذْنِ ٱللَّهِ } وقضائه { وَمَن يُؤْمِن بِٱللَّهِ } يرى المصيبة من الله { يَهْدِ قَلْبَهُ } للرضا والصبر ويقال إذا أعطى شكر وإذا ابتلى صبر وإذا ظلم غفر وإذا أصابته مصيبة استرجع يهد قلبه للاسترجاع { وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ } يصيبكم من المصيبة وغيرها { عَلِيمٌ وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ } في الفرائض { وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ } في السنن ويقال أطيعوا الله في التوحيد وأطيعوا الرسول بالإجابة { فَإِن تَولَّيْتُمْ } عن طاعتهما { فَإِنَّمَا عَلَىٰ رَسُولِنَا } محمد صلى الله عليه وسلم { ٱلْبَلاَغُ } التبليغ عن الله لرسالته { ٱلْمُبِينُ } يبين لكم بلغة تعلمونها { ٱللَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ } لا ولد له ولا شريك له { وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ } وعلى المؤمنين أن يتوكلوا على الله لا على غيره { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ } بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن { إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلاَدِكُمْ } الذين بمكة { عَدُوّاً لَّكُمْ } أن تقعدوا عن الهجرة والجهاد { فَٱحْذَرُوهُمْ } أن تقعدوا عن الهجرة والجهاد { وَإِن تَعْفُواْ } عن صدهم إياكم { وَتَصْفَحُواْ } تعرضوا فلا تعاقبوهم { وَتَغْفِرُواْ } تجاوزوا ذنوبهم بعد ما هاجروا من مكة إلى المدينة { فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ } لمن تاب { رَّحِيمٌ } لمن مات على التوبة { إِنَّمَآ أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ } الذين بمكة { فِتْنَةٌ } بلية لكم إذ منعوكم عن الهجرة والجهاد { وَٱللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ } ثواب { عَظِيمٌ } لمن هاجر وجاهد في سبيل الله ولم يله بماله وولده عن الهجرة والجهاد { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ } فأطيعوا الله { مَا ٱسْتَطَعْتُمْ } بالذي أطقتم { وَٱسْمَعُواْ } ما تؤمرون { وَأَطِيعُواْ } ما أمركم الله ورسوله { وَأَنْفِقُواْ } تصدقوا بأموالكم في سبيل الله { خَيْراً لأَنفُسِكُمْ } يقول الصدقة خير لكم من إمساكها { وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ } من دفع عنه بخل نفسه ويقال من أدى زكاة ماله { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } الناجون من السخط والعذاب { إِن تُقْرِضُواْ ٱللَّهَ } في الصدقة { قَرْضاً حَسَناً } محتسباً صادقاً من قلوبكم { يُضَاعِفْهُ لَكُمْ } يقبله ويضاعفه لكم في الحسنات ما بين سبع إلى سبعين إلى سبعمائة إلى ألفي ألف إلى ما شاء الله من الأضعاف { وَيَغْفِرْ لَكُمْ } بالصدقة { وَٱللَّهُ شَكُورٌ } لصدقاتكم حين قبلها وأضعفها ويقال شكور ويشكر اليسير من صدقاتكم ويجزي الجزيل من ثوابه { حَلِيمٌ } لا يعجل بالعقوبة على من يمن بصدقته أو يمنع { عَالِمُ ٱلْغَيْبِ } ما في قلوب المتصدقين من المن أو الخشية { وَٱلشَّهَادَةِ } عالم بصدقاتهم { ٱلْعَزِيزُ } بالنقمة لمن يمن بصدقته أو لا يعطي الصدقة { ٱلْحَكِيمُ } في أمره وقضائه ويقال الحكيم في قبول الصدقات وأضعافها ويقال الحكيم حيث حكم بطلاق السنة للنبي عليه الصلاة والسلام وأمته.