الرئيسية - التفاسير


* تفسير بحر العلوم/ السمرقندي (ت 375 هـ) مصنف و مدقق


{ فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسْتَطَعْتُمْ وَٱسْمَعُواْ وَأَطِيعُواْ وَأَنْفِقُواْ خَيْراً لأَنفُسِكُمْ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } * { إِن تُقْرِضُواْ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَٱللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ } * { عَالِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَادَةِ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ }

قال عز وجل: { فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ مَا ٱسْتَطَعْتُمْ } يعني: على قدر ما أطقتم { وَٱسْمَعُواْ } يعني: اسمعوا ما تؤمرون به من المواعظ { وَأَطِيعُواْ } يعني: وأطيعوا الله والرسول { وَأَنْفِقُواْ خَيْراً لأَنفُسِكُمْ } يعني: تصدقوا خيراً: يعني: وأنفقوا من أموالكم في حق الله تعالى لأنفسكم يعني ثوابه لأنفسكم ويكون زاداً لكم إلى الجنة، ويقال معناه: تصدقوا خيراً لأنفسكم من إمساك الصدقة { وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ } يعني: يدفع البخل عن نفسه { فَأُوْلَـئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } يعني الناجين السعداء وقوله تعالى: { إِن تُقْرِضُواْ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً } يعني: صادقاً من قلوبكم { يُضَـٰعِفْهُ لَكُمْ } يعني؛ القرض يضاعف حسناتكم ويقال يضاعفه لكم يعني الله تعالى يضاعف القرض لكم فيعطي للواحد عشرة إلى سبعمائة إلى ما لا يحصى { وَيَغْفِرْ لَكُمْ } يعني: يغفر لكم ذنوبكم { وَٱللَّهُ شَكُورٌ } يعني: يقبل اليسير ويعطي الجزيل { حَلِيمٌ } لا يعجل بالعقوبة لمن يبخل ثم قال: { عَـٰلِمُ ٱلْغَيْبِ وَٱلشَّهَـٰدَةِ } وقد ذكرناه { ٱلعَزِيزُ ٱلحَكِيمُ } يعني العزيز في ملكه الحكيم في أمره سبحانه وتعالى - وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.