الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ وَلاَ تَحَآضُّونَ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلْمِسْكِينِ }

قوله: { عَلَىٰ طَعَامِ }: متعلِّقٌ بتحاضُّون. و " طعام " يجوزُ أَنْ يكونَ على أصلِه مِنْ كونِه اسماً للمطعومِ. ويكون على حَذْفِ مضافٍ، أي: على بَذْلِ، أو على إعطاءِ طعامٍ، وأَنْ يكونَ اسمَ مصدرٍ بمعنى الإِطعام، كالعطاء بمعنى الإِعطاء، فلا حَذْفَ حينئذٍ. والتاءُ في " التراث " بدلٌ من الواو، لأنه من الوِراثة. ومثلُه: تَوْلَج وتَوْراة وتُخَمَة، وقد تقدَّم ذلك. و " لَمَّاً " بمعنى مجموع. يقال: لَممْتُ الشيءَ لَمَّاً، أي: جَمَعْتُه جَمْعاً. قال الحطيئة:
4568ـ إذا كان لَمَّاً يَتْبَعُ الذَّمَّ ربَّه   فلا قَدَّس الرحمنُ تلك الطَّواحِنا
ولَمَمْتُ شَعَثَه من ذلك. قال النابغة:
4569ـ ولَسْتَ بمُسْتَبْقٍ أخالً لا تَلُمُّه   على شَعَثٍ، أيُّ الرِّجالِ المهذَّبُ
والجَمُّ: الكثير. ومنه " جُمَّةُ الماء ". قال زهير:
4570ـ فلمَّا وَرَدْنَ الماءَ زُرْقاً جِمامُه   .....................
ومنه: الجُمَّة للشَّعْر، وقولُهم " جاؤوا الجَمَّاءَ الغَفير ". من ذلك.