الرئيسية - التفاسير


* تفسير التحرير والتنوير/ ابن عاشور (ت 1393 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱتَّقُواْ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ وَٱلْجِبِلَّةَ ٱلأَوَّلِينَ }

أكد قوله في صدر خطابهفاتقوا الله } الشعراء 179 بقوله هنا { واتقوا الذي خلقكم والجبلة الأولين } وزاد فيه دليل استحقاقه التقوى بأن الله خلقهم وخلق الأمم من قبلهم، وباعتبار هذه الزيادة أُدخل حرف العطف على فعل { اتقوا } ولو كان مجرد تأكيدٍ لم يصح عطفه. وفي قوله { الذي خلقكم } إيماء إلى نبذ اتقاء غيره من شركائهم. و { الجبلة } بكسر الجيم والباء وتشديد اللام الخلقة، وأريد به المخلوقات لأن الجبلة اسم كالمصدر ولهذا وصف بــــ { الأولين }. وقيل أطلق الجبلة على أهلها، أي وذوي الجبلة الأولين. والمعنى الذي خلقكم وخلق الأمم قبلكم.