الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ لَتُبْلَوُنَّ فِيۤ أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ ٱلَّذِينَ أَشْرَكُوۤاْ أَذًى كَثِيراً وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذٰلِكَ مِنْ عَزْمِ ٱلأُمُورِ }

{ لَتُبْلَوُنَّ فِى أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ } أى والله لتصابن فى أموالكم وأنفسكم، أو لتعاملن معاملة المختبر بالمصائب، كآفات المال وتكليف الإنفاق فى الجهاد، وكالمرض والقتل، وفقد الأقارب والعشائر، فوطنوا أنفسكم للصبر على الشدائد فتثابوا، والأصل لتبلوونن، حذفت نون الرفع التالية للواو تخفيفاً لتوالى ثلاث نونات، ولم تحذف نون التوكيد، لأنه لا دليل عليها، ولم يحذف النون الساكنة منها، لأن حذفها تصرف فى حرف المعنى بحذف بعضه، ولأنه لو حذفت لأدى إلى إدغام نون الرفع فى باقيتها فيوهم أنها مشددة، ونون الرفع كالحركة، إذ نابت عنها، وحذف الحركة أولى من حذف الحرف، ولا تدل على معنى ونون التوكيد تدل على المعنى، وحذف لام يدل أولى، وقلبت الواو الأولى وهى لام الكلمة ألفاً لتحركها بعد الألف ما فالتقى ساكنان هذه الألف، وواو الجمع، وهى الواو الثانية بل ثلاثة ثالثها النون المدغمة من نون التوكيد، حذفت الألف لأنها لغير معنى إذ هى حرف هجاء، وواو الجمع ضمير لمعنى، وضمتا الواو لتدل على الواو المحذوفة بعد قلبها ألفاً، ولئلا تلتقى ساكنة مع المدغم بعدها، والألف تدل عليها الفتحة. { وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ } اليهود والنصارى. { وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ } كمشركى العرب. { أَذًى كَثِيراً } مفعول لتسمعن وأصله تسمعونن، حذفت نون الرفع لتوالى ثلاث نونات، وكانت أولى بالحذف لأنها كحركة، ولأن حذف المدغمة تصرف فى الحرف بحذف بعضه، ولأنه يؤدى إلى إدغام نون الرفع فى المتحركة الباقية، فيوهم أنها كلها نون التوكيد، وحذف نون التوكيد كلها يفوت المعنى، إذ لا دليل عليها، فالتقى ساكنان الواو والنون المدغمة، حذفت الواو لدلالة الضمة لا المدغمة، لأن حذفها يوهم الثابتة أنها نون الرفع فيفوت معنى التوكيد لعدم دليل. والأذى الكثير هجاه رسول الله صلى الله عليه وسلم والطعن فى الدين، وكل كلام يغرى الكفرة على المسلمين، وكل كلام مخبر أنهم فعلوا شرابهم، وعن عكرمة سبب نزولها قول فنحاص إن الله فقير ونحن أغنياء، وما مر من استمداده. وقال الزهرى سبب نزولها كعب بن الأشرف حتى بعث إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبله، إذ قال، صلى الله عليه وسلم، من لكعب بن الأشرف فقد آذى الله ورسوله بالهجاء شعراً، فقال محمد بن مسلمة أتحب أن أقتله؟ قال نعم. قال إئذن لى أن أقول. قال قل فأتاه، فقال إن هذا الرجل يعنى رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أراد الصدقة، ووفد عناناً ولما سمعه قال وأيضاً والله لتملنهُ، فقال قد اتبعناه ونكره أن ندعه حتى ننظر إلى أى شىء يصير أمره. قال وقد أردت أن تسلفنى سلفاً. قال فما ترهن لى؟ أترهن لى نساءكم؟ قال إن أجمل العرب ترهن لك نساءنا.

السابقالتالي
2