الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِذْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَاقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَآءَ ظُهُورِهِمْ وَٱشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ }

قوله تعالى { وَإِذْ أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَاقَ ٱلَّذِيْنَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ } ان الله تعالى امر الصادقين الذين هم اصحاب الهام الخاصة والمحدثين والمكلمين من المقرنين بأن يظهروا بعض مقاماتهم التى بينهم وبين الله وما يليق بفهم الطالبين ويعرفوا سيئات احوال اهل الولاية فى زمانهم للخلق ليتبركوا بهم ويصلوا الى الله ببركاتهم ولا يعار عليهم وذلك صفة اهل الكمال من علماء المعرفة ولا يكونوا مداهنين فى كتمان مناقب الصديقين قيل المواثيق على العامة اولياء الله به ان لا تخفوا كرامات الله عندهم فمن لا يفتتن بذلك ولا يتخذه دعوى وان يعلموا من قصدهم من المريدين الطريق الى الحق قوله تعالى { وَٱشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً } هذا لمن يبلغ مقام الواصلين ولو وصل بما باعه بالحدثان وكيف يطيق ممن راه ان يشتغل بسواه ولم يصلوا مقاصد القوم وبقوا فى اول الطريق برهة من الدهر ولم يجدوا حلاوة الوصال فادعوا عند الخلق بالبلاغة والكمال وهم عملوا انهم لم يشاهدوا مواهب الله وكراماته باعوا ما ليس لهم ووقفوا فى تغير الله وخجلوا بين اولياء الله لانهم عرفوا حياتهم قيل ادعوا ذلك لانفسهم ليفتتنوا به الخلق.