الرئيسية - التفاسير


* تفسير زاد المسير في علم التفسير/ ابن الجوزي (ت 597 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلْمُصَّدِّقِينَ وَٱلْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُواْ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ } * { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلصِّدِّيقُونَ وَٱلشُّهَدَآءُ عِندَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَآ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَحِيمِ }

قوله تعالى: { إن المصَّدِّقين والمصَّدِّقات } قرأ ابن كثير، وعاصم إلا حفصاً بتخفيف الصاد فيهما على معنى التصديق وقرأ الباقون، بالتشديد على معنى الصدقة.

قوله تعالى: { أولئك هم الصِّدِّيقون والشهداء عند ربهم } اختلفوا في نظم الآية على قولين.

أحدهما: أن تمام الكلام عند قوله تعالى: { أولئك هم الصِّدِّيقون } ثم ابتدأ فقال تعالى: { والشهداء عند ربهم } هذا قول ابن عباس، ومسروق، والفراء في آخرين.

والثاني: أنها على نظمها. والواو في «والشهداء» واو النسق. ثم في معناها قولان.

أحدهما: أن كل مؤمن صِدِّيق شهيد، قاله ابن مسعود، ومجاهد.

والثاني: أنها نزلت في قوم مخصوصين، وهم ثمانية نفر سبقوا إِلى الإسلام: أبو بكر، وعمر، وعثمان، وعلي، وحمزة بن عبد المطلب، وطلحة، والزبير، وسعد، وزيد، قاله الضحاك. وفي الشهداء قولان.

أحدهما: أنه جمع شاهد. ثم فيهم قولان. أحدهما: أنهم الأنبياء خاصة، قاله ابن عباس. والثاني: أنهم الشاهدون عند ربهم على أنفسهم بالإيمان لله، قاله مجاهد.

والقول الثاني: أنه جمع شهيد، قاله الضحاك، ومقاتل.