الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ يَعْلَمُ خَآئِنَةَ ٱلأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي ٱلصُّدُورُ }

{ يعلم } ميداند خداى تعالى { خائنة الاعين } اى النظرة الخائنة للاعين واسناد الخيانة الى النظرة مجاز لأن الخائن هو الناظر او يعلم خائنة الاعين على انها مصدر كالعافية كقوله تعالىولا تزال تطلع على خائنة منهم } والخيانة مخالفة الحق بنقض العهد فى السر ونقيضها الامانة والمراد هنا استراق النظر الى غير المحرم كفعل اهل الريب والنظرة الثانية اليه وفى الخبر " يا ابن آدم لك النظرة الاولى " معفوة لوقوعها مفاجأة دون الثانية لكونها مقارنة للقصد وهى من قبيل زنى النظر وفى المثنوى
كرزناى جشم حظى مى برى نى كباب از بهلوى خود ميخورى   
وذلك لأن النظر سهم مسموم من سهام ابليس والنظرة تزرع فى القلب شهوة وكفى بها فتنة قال الكاشفى
جشم نظر بانجه حرامست ياغمز كردن بمعايب مردم اى الرمز بالعين على وجه العيب دوجشم از بى صنع بارى نكوست زعيب برادر فروكير و دوست   
يا كذب در رؤيت وعدم رؤيت يعنى يدعى الرؤية كاذبا او ينكرها وفى التأويلات النجمية خائنة اعين المحبين استحسانهم شيئا غير المحبوب والنظر الى غير المحبوب وفى معناها قيل
فعينى اذا استحسنت غيركم امرت الدموع بتأديبها   
حكى أن بعضهم مر بدكان وفيه نطاق معلق فتعلق به نظره فاستحسنه ثم لما تباعد عن الدكان فقد النطاق من محله فاتبعه صاحب الدكان ففتش عنه فوجده على وسطه وكان ذلك عقوبة من الله عليه لاستحسانه ذلك النطاق حتى اتهم بسرقته وعوقب عليه قال ابو عثمان خيانة العين هو ان لا يغضها عن المحارم ويرسلها الى الهوى والشهوات وقال ابو بكر الوارق يعلم من يمد عينيه الى الشىء معتبرا ومن يمد عينيه لارادة الشهوة وقال ابو جعفر النيسابورى زنى العارف نظره بالشهوة امام قشيرى فرمودكه خيانت جشمهاى محبان آنست كه درأوقات مناجات خواب را بيرا من آن كذا رند جنانكه در زبور آمده كه دروغ كويد هركه دعوى محبت من كند وجون شب درآيد جشم او بخواب رود ع ومن نام عينا نام عنه وصالنا
خواب رابا ديده عاشق جه كار جشم اوجون شمع باشد اشكبار جشمهاى عاشقا نرا خواب نيست يك نفس ان جشمهابى آب نيست   
{ وما تخفى الصدور } من الضمائر والاسرار مطلقا خيرا كانت او شرا ثبت بهذا ان افعال القلوب معلومة لله تعالى وكذا افعال الجوارح تكون لأن اخفاها وهى خائنة الاعين اذا كانت معلومة لله تعالى وكذا افعال الجوارح تكون لأن اخفاها وهى خائنة الاعين اذا كانت معلومة لله تعالى فعلمه تعالى سائر افعال الجوارح يكون اولى والحاكم اذا بلغ فى العلم الى هذا الحد وجب ان يكون خوف المجرم منه اشد واقوى فقوله تعالى يعلم الخ فى قوة التعليل للامر بالانذار وفى التأويلات النجمية وما تخفى الصدور من متمنيات النفوس ومستحسنات القلوب ومرغوبات الارواح فالحق به خبير ويكون السالك موقوفا بها حتى يخرج من تعلقها وقال بعضهم خيانته فى الصدور أن لا يصير فى مقام القبض ليجرى عليه احكام الحقيقة ثم ينكشف له عالم البسط فقد وصف الله خيانة العيون وخفايا الصدور وقال

السابقالتالي
2