الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَٰدةً قُلِ ٱللَّهُ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنُ لأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ ٱللَّهِ ءَالِهَةً أُخْرَىٰ قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ }

قوله تعالى { قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً } أى أىُّ شئ أعظم من شهود الله بوصف ظهور تجلي جلاله وجماله من كل ذرة على كل شئ من العرش إلى الثرى وذلك شهادته الأزلية التى سبقت منه على وحدانيته حيث لم يكن وجود الحدث في القدم وتصديق ذلك جواب الأمر بالأمر بقوله تعالى { قُلِ ٱللَّهُ شَهِيدٌ بِيْنِيْ وَبَيْنَكُمْ } لما عمى القوم عن رؤية شهود الله وصموا عن شهادته على نفسه انكروا على أشرف موقع شهادة وهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم لغباوتهم وجهلهم بما ظهر من وجهه من أنوار جلال الله امر الله نبيه عليه السلام أن يقول لهم بعد قوله { قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً } بقوله { قُلِ ٱللَّهُ شَهِيدٌ بِيْنِيْ وَبَيْنَكُمْ } بان يظهر انوار صفاته متى للعالمين تصديق ذلك سهولة المعجزات لي أي من لم ير الشهادة العظمى فى وجهي فانه يحتاج الى رؤية الشهادة الصغرى وتلك معجزتى ومن يكون اعمى عن رؤية الشهادة الكبرى فأيضاً يكون أعمى عن رؤية الشهادة الصغرى قال الحسين لا شهادة اصدق من شهادة الحق لنفسه بما شهد به فى الأزل بقوله { أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ ٱللَّهُ }.