الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى ٱلطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَـٰفَّـٰتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ ٱلرَّحْمَـٰنُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ بَصِيرٌ }

قال الله { أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى ٱلطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ } اشارة الى طيور الارواح القدسية التى تطير فى هواء الازل والابد باجنحة الشوق والمحبة باسطات اجنحتهن يبسط الانس قابضة لها برؤية عظمة القدس فهناك محل القبض والبسط ولولا فضله وكرمه لتفنى فى بروز سبحات ذاته وتسقط من هواء هويته الى ارض قهره قال الله { مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلاَّ ٱلرَّحْمَـٰنُ } قال الحريرى اشار الحق الى ان يتوكل عليه الاولياء وسكن اليه الاصفياء لان الطيور لما صفا توكلن على الحق طيرهن فى الهواء قبضن اجنحتهن وأمسكنها صافات على ذكر الله فاذا توكل عليه الولى شوقا الى الملك الاعلى طيّره بجناح الانس فى هواء المحبة واجلسه على بساط المعرفة ويقبضه الحق بقدرته ويمسكه بعواطف رحمته.