الرئيسية - التفاسير


* تفسير البرهان في تفسير القرآن/ هاشم الحسيني البحراني (ت 1107هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَٰدةً قُلِ ٱللَّهُ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنُ لأُنذِرَكُمْ بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ ٱللَّهِ ءَالِهَةً أُخْرَىٰ قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ }

قوله تعالى: { قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَٰدةً قُلِ ٱللَّهُ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ } [الأنعام: 19].

- علي بن إبراهيم: قال: في رواية أبي الجارود، عن أبي جعفر (عليه السلام) في قوله: { قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَٰدةً قُلِ ٱللَّهُ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ }: " و ذلك أن مشركي أهل مكة قالوا: يا محمد، ما وجد الله رسولا يرسله غيرك؟! ما نرى أحدا يصدقك بالذي تقول. و ذلك في أول ما دعاهم، و هو يومئذ بمكة قالوا: و لقد سألنا عنك اليهود و النصارى، فزعموا أنه ليس لك ذكر عندهم، فأتنا بمن يشهد أنك رسول الله. قال رسول الله (صلى الله عليه و آله):

" الله شهيد بيني و بينكم ".

- ابن بابويه، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور (رضي الله عنه)، قال: حدثنا محمد بن جعفر بن بطة، قال: حدثنا عدة من أصحابنا، عن محمد بن عيسى بن عبيد، قال: قال لي أبو الحسن (عليه السلام): " ما تقول إذا قيل لك: أخبرني عن الله عز و جل، أ شيء هو أم لا شيء؟ ".

قال: قلت: قد أثبت الله عز و جل نفسه شيئا، حيث يقول { قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَٰدةً قُلِ ٱللَّهُ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ } و أقول: إنه شيء لا كالأشياء، إذ في نفي الشيئية عنه نفيه و إبطاله. قال لي: " صدقت، و أحسنت ".

ثم قال الرضا (عليه السلام): " للناس في التوحيد ثلاثة مذاهب: نفي، و تشبيه، و إثبات بغير تشبيه، فمذهب النفي لا يجوز، و مذهب التشبيه لا يجوز، لأن الله تبارك و تعالى لا يشبهه شيء، و السبيل في الطريقة الثالثة إثبات بلا تشبيه ".

- العياشي: عن هشام المشرقي، قال: كتب إلى أبي الحسن الخراساني (عليه السلام) رجل يسأل عن معاني التوحيد، قال: فقال لي: " ما تقول إذا قالوا لك: أخبرنا عن الله، شيء هو أم لا شيء؟ ".

قال: فقلت: إن الله تعالى أثبت نفسه شيئا، فقال { قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَٰدةً قُلِ ٱللَّهُ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ } أقول: شيء كالأشياء، أو نقول: إن الله جسم؟ فقال: " و ما الذي يضعف فيه من هذا؟ إن الله جسم لا كالأجسام، و لا يشبهه شيء من المخلوقين ".

قال: ثم قال: " إن للناس في التوحيد ثلاثة مذاهب: مذهب نفي، و مذهب تشبيه، و مذهب إثبات بغير تشبيه، فمذهب النفي لا يجوز، و مذهب التشبيه لا يجوز، و ذلك أن الله لا يشبهه شيء، و السبيل في ذلك الطريقة الثالثة، و ذلك أنه مثبت لا يشبهه شيء، و هو كما وصف نفسه أحد صمد نور ".

السابقالتالي
2