الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ رَّبَّنَآ إِنَّنَآ سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَٱغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ ٱلأَبْرَارِ }

{ ربنا اننا سمعنا مناديا ينادى للايمان } اوقع الفعل على المسمع وحذف المسموع لدلالة وصفه عليه والمراد به الرسول عليه السلام فانه ينادى ويدعو الى الايمان حقيقة قال تعالىادع الى سبيل ربك } النحل 125. { ان آمنوا } اى آمنوا على انّ ان تفسيرية او بان آمنوا على انها مصدرية { بربكم } بمالككم ومتولى اموركم ومبلغكم الى الكمال { فآمنا } اى فامتثلنا بامره واجبنا نداءه { ربنا فاغفر لنا ذنوبنا } اى كبائرنا فان الايمان يجب ما قبله { وكفر عنا سيآتنا } اى صغائرنا فانها مكفرة عن مجتنب الكبائر { وتوفنا } اى اقبض ارواحنا { مع الابرار } اى مخصوصين بصحبتهم مغتنمين بجوارهم معدودين من زمرتهم فالمراد من المعية ليس المعية الزمانية لان ذلك محال ضرورة ان توفيهم انما هو على سبيل التعاقب بل المراد المعية فى الاتصاف بصفة الابرار حال التوفى. وفيه اشعار بانهم كانوا يحبون لقاء الله ومن احب لقاء الله احب الله لقاءه فمن جعل الله ممن آمن بداعى الايمان فقد اكرمه مع اوليائه فى الجنان فطوبى للذين يستمعون القول فيتبعون احسنه وطوبى لمن اتعظ بالموعظة الحسنة قال الحافظ
نصيحت كوش كن جانا كه ازجان دوست تردارند جوانان سعاد تمند بند بيردانارا   
قال الشيخ السعدى
بكوى آنجه دانى سخن سود مند وكر هيج كس را نيايد بسند كه فردا بشيمان بر آرد خروش كه اوخ جراحق نكردم بكوش   
قال ابو عامر الواعظ بينما انا جالس بمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ جاءنى غلام واعطانى رقعة فاذ فيها اسعدك الله يا اخى ابا عامر بلغنى قدومك واشتقت الى رؤيتك فذهبت مع الغلام فوصلنا الى بيت فى خربة له باب من جريد النخل واذا فيه شيخ مقعد مستقبل القبلة محزون من الخشية قد ذهبت عيناه من البكاء فسلمت عليه فرد على السلام فقال يا ابا عامر لم يزل قلبى الى استماع موعظتك مشتاقا وبى داء قد اعيى الواعظين علاجه فقلت ايها الشيخ ارم ببصر قلبك فى ملكوت السماء وتنقل بحقيقة ايمانك الى جنة المأوى تر ما اعد الله فيها للاولياء ثم انظر فى نار لظى تر ما اعد الله للاشقياء فشتان ما بين الدارين وليس الفريقان على السواء فلما سمع قولى انّ وصاح صيحة ثم قال والله لقد وقع دواؤك على الداء زدنى رحمك الله فقلت ان الله عالم بسريرتك فيطلع عليك عند استتارك ومبارزتك فلما سمع صاح صيحة اعظم من الاولى فخر ميتا فعند ذلك خرجت جارية عليها مدرعة وخمار من صوف قد ذهب السجود بجبهتها فقالت احسنت يا مداوى قلوب العارفين ان هذا الشيخ كان والدى وهو مبتلى بالسقم منذ عشرين سنة وكان يتمناك من الله ويقول حضرت مجلس ابى عامر فاحيى قلبى وطر عنى غفلتى وان سمعته ثانية قتلنى فجزاك الله خيرا ثم اكبت على والدها وجعلت تقبل بين عينيه وتبكى فقلت لها يا أيتها الباكية ان اباك نحبه قد مضى وورد دار الجزاء فان كان محسنا فله الزلفى فان كان مسيئا فوارد دار من اساء فصاحت ثم ماتت فبقيت حزينا عليهما فرأيتهما فى المنام فى احسن مقام عليهما حلتان خضراوتان فسألت عن حاليهما فقال الشيخ

السابقالتالي
2