الرئيسية - التفاسير


* تفسير جامع البيان في تفسير القرآن/ الطبري (ت 310 هـ) مصنف و مدقق


{ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي ٱلأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ ٱلرَّحِيمُ ٱلْغَفُورُ }

يقول تعالـى ذكره: يعلـم ما يدخـل الأرض وما يغيب فـيها من شيء من قولهم: ولـجت فـي كذا: إذا دخـلت فـيه، كما قال الشاعر:
رأيْتُ القَوَافِـي يَتَّلِـجْنَ مَوَالِـجاً   تَضَايَقُ عَنْها أنْ تَوَلَّـجَها الإبَرْ
يعنـي بقوله: «يتَّلـجن موالـجاً»: يدخـلن مداخـل { وَما يخْرُجُ مِنْها } يقول: وما يخرج من الأرض { وَما يَنْزِلِ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِـيها } يعنـي: وما يصعد فـي السماء وذلك خبر من الله أنه العالـم الذي لا يخفـى علـيه شيء فـي السموات والأرض، مـما ظهر فـيها وما بطن، { وهو الرحيـم الغفور } وهو الرحيـم بأهل التوبة من عبـاده أن يعذّبهم بعد توبتهم، الغفور لذنوبهم إذا تابوا منها.