الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ فَٱلمُورِيَاتِ قَدْحاً }

قوله: { قَدْحاً }: يجوزُ أَنْ يكونَ مصدراً مؤكِّداً؛ لأنَّ الإِيراء من القَدْح يقال: قَدَحَ فَأَوْرَى وقَدَح فأَصْلَدَ. ويجوزُ أَنْ يكونَ حالاً فالمعنى: قادحاتٍ، أي: صاكَّاتٍ بحوافِرها ما يُوْرِي النارَ يُقال: " قَدَحْتُ الحجرَ بالحجرِ " أي: صَكَكْتُه به. وقال الزمخشري: " انتصَبَ بما انتصَبَ به ضَبْحاً ". وكان جَوَّزَ في نَصْبِه ثلاثةَ أوجهٍ: النصبَ بإضمارِ فعلٍ، والنصبَ باسمِ الفاعلِ قبلَه، لأنه مُلازِمُه، والنصبَ على الحال. وتُسَمَى تلك النارُ التي تَخْرُج من الحوافرِ نارَ الحُباحِب. قال:
4619ـ تَقُدُّ السُّلُوقِيَّ المُضاعَفَ نَسْجُهُ   وتُوْقِدُ بالصُّفَّاحِ نارَ الحُباحِبِ