قال الله عز وجل: { سَبَّحَ للَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ } أخْبَرَ الله سبحانه وتعالى أن أهل سماواته وما في أرضه من إنسي وجنِّي ناطق وصامت يعظمونه ويسبحونه. وقد بيّنا في سورة " سبحان " ما هو المختار من القول في تسبيح ما لا يعقل، وقررناه بما نرجو فيه عقبى الله عز وجل. واللام في قوله: " لله " مثلها في قولهم: نصحته ونصحت له، وشكرته وشكرت له، أو هي بمعنى: لأجل الله. قوله تعالى: { هُوَ ٱلأَوَّلُ وَٱلآخِرُ } أي: هو القديم قبل كل شيء، الباقي بعد هلاك كل شيء. { وَٱلظَّاهِرُ } بالحجج والبراهين الواضحة الدالة على وحدانيته وعظمته وقدرته، فهو الظاهر للبصائر، الباطن المحتجب عن الأبصار. وقيل: هو الظاهر، أي: العالي على كل شيء، الغالب له، من قولهم: ظَهَرَ على كذا. { وَٱلْبَاطِنُ } الذي بطن كل شيء، أي: علم باطنه. قال صاحب الكشاف: الواو الأولى [معناها]: الدلالة على أنه الجامع بين الصفتين [الأوليّة والآخريّة]، والثالثة على أنه الجامع بين الظهور والخفاء. وأما الوسطى، فعلى أنه الجامع بين مجموع الصفتين الأوليين وبين مجموع الصفتين الآخرتين.