الرئيسية - التفاسير


* تفسير معالم التنزيل/ البغوي (ت 516 هـ) مصنف و مدقق


{ لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ } * { وَلاَ أُقْسِمُ بِٱلنَّفْسِ ٱللَّوَّامَةِ }

{ لآ أُقْسِمُ بِيَوْمِ ٱلقِيَٰمَةِ } قرأ القواس عن ابن كثير: " لا أقسم " الحرف الأول بلا ألف قبل الهمزة. { وَلاَ أُقْسِمُ بِٱلنَّفْسِ ٱللَّوَّامَةِ } ، بالألف وكذلك قرأ عبد الرحمن الأعرج، على معنى أنه أقسم بيوم القيامة، ولم يقسم بالنفس اللوامة والصحيح أنه أقسم بهما جميعاً و " لا " صلة فيهما أي أقسم بيوم القيامة وبالنفس اللوامة. وقال أبو بكر بن عياش: هو تأكيد للقسم كقولك: لا والله. وقال الفرَّاء: " لا " ردٌّ لكلام المشركين المنكرين، ثم ابتدأ فقال: أقسم بيوم القيامة وأقسم بالنفس اللوامة. وقال المغيرة بن شعبة: يقولون: القيامة وقيامة أحدهم موته، وشهد علقمة جنازة فلما دفنت قال: أما هذا فقد قامت قيامته. { وَلاَ أُقْسِمُ بِٱلنَّفْسِ ٱللَّوَّامَةِ } قال سعيد بن جبير وعكرمة: تلوم على الخير والشر ولا تصبر على السراء والضراء. وقال قتادة: اللوَّامة الفاجرة. وقال مجاهد: تندم على ما فات وتقول: لو فعلت ولو لم أفعل. قال الفرَّاء: ليس من نفس برّة ولا فاجرة إلاّ وهي تلوم نفسها، إن كانت عملت خيراً قالت: هلا ازددت، وإن عملت شراً قالت: ياليتني لم أفعل. قال الحسن: هي النفس المؤمنة قال: إن المؤمن - والله - ما تراه إلا يلوم نفسه ما أردت بكلامي؟ ما أردت بأكلتى؟ وإن الفاجر يمضى قدماً لا يحاسب نفسه ولا يعاتبها. وقال مقاتل: هي النفس الكافرة تلوم نفسها في الآخرة على ما فرَّطت في أمر الله في الدنيا.