الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ ٱلْقَدْرِ }

{ وَمَآ أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ } وفي تعظيمها هذا تعظيم أيضا للقرآن بل عظمت لنزوله فيها وعن ابن عيينة ما كان في القرآن ما أدرك بكذا وقد أعلمه به وما كان ما يدريك لم يعلمه به فقد علم صلى الله عليه وسلم ليلة القدر وتعينت عنده وتعقب بقولهوما يدريك لعله يزكى } فإنها نزلت في ابن أم مكتوم وقد علم بحاله وإنه ممن تزكى ونفعته الذكرى وعن أبي عبيدة عن جابر بن زيد عن أنس عنه صلى الله عليه وسلم أرأيت هذه الليلة حتى تلاحى رجلان منكم فرفعت فالتمسوها في التاسعة أو السابعة أو الخامسة، قال الربيع تماريا وتنازعا والرجلان عبد الله بن أبي حدود وكعب بن مالك وفي رواية فتلاحى وروي فجاء رجلان يختصمان معهما الشيطان وروي أنه لقيهما عند سدة المسجد أي عتبته وروي خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنا بليلة القدر فتلاحى فلان وفلان فرفعت وعسى أن يكون خيرا لكم فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة. ومعني أرأيت بضم الهمزة وكسر الراء أعلمت بليلة القدر وذلك في المنام أو جعلت مبصرا لها وإنما أرى علامتها وهي السجود في الماء والطين، وروي وقد رأيت ومعنى قوله رفعت أنها من قلبي نسيب تعيينها للإشتغال بالمتخاصمين وقيل رفعت بركتها في تلك السنة وقيل ضمير رفعت للملائكة وقيل رفعت معرفتها ويمكن أنها لم تقع لكن كادت تقع فمنعت لمخاصمة الرجلين. وسأل واهب المعافري زينب بنت أم سلمة هل كان صلى الله عليه وسلم يعلمها فقالت لو علمها لما أقام الناس غيرها ويبحث باحتمال أنه علمها بعد رفعها وأمره الله بسترها ليقع الإجتهاد في جميع العشر الأواخر أو رمضان كله وهي كرامة والكرامة يستحب إخفاؤها خوف السلب والرياء ولئلا يتشاغل عن الشكر بالنظر اليها وذكرها للناس ولئلا يحسده غيره وقد قال يعقوب عليه السلاميا بني لا تقصص رؤياك على إخوتك } الخ وتبعا لما اختاره الله لنبيه فإنه لم يعينها له في القرآن ولم يعينها له ويأمره بإشهارها للصحابة، والظاهر أن المراد بالتاسعة والسابعة والخامسة التاسعة والسابعة والخامسة من العشر الأخر، وفي رواية في تاسعة تبقى وفي سابعة تبقى وفي خامسة تبقى. وعن أبي عبيدة عن جابر عن أبي سعيد عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان يعتكف في العشر الوسط من رمضان اعتكفنا معه حتى إذا كان ليلة إحدى وعشرين وهي الليلة التي يخرج من اعتكافه غدوتها قال " من اعتكف معي فليعتكف في العشر الأواخر وقد رأيت هذه الليلة ثم أنسبتها وقد رأيت أني أسجد في غدوتها في ماء وطين فالتمسوها في العشر الأواخر فالتمسوها في كل وتر "

السابقالتالي
2 3 4 5