الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ مَرَجَ ٱلْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ } * { بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَّ يَبْغِيَانِ } * { فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } * { يَخْرُجُ مِنْهُمَا ٱلُّلؤْلُؤُ وَٱلمَرْجَانُ } * { فَبِأَيِّ آلاَءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }

{ مَرَجَ ٱلْبَحْرَيْنِ } أرسل البحر الملح والبحر العذب متجاورين متلاقيين، لا فصل بين الماءين في مرأى العين { بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ } حاجز من قدرة الله تعالى { لاَّ يَبْغِيَانِ } لا يتجاوزان حدّيهما ولا يبغي أحدهما على الآخر بالممازجة. قرىء «يُخرَج» ويَخْرُج من أُخرج. وخرج. ويُخرِج أي الله عز وجل اللؤلؤَ والمرجانَ بالنصب. ونخرج بالنون. واللؤلؤ الدرّ. والمرجان هذا الخرز الأحمر وهو البسذ. وقيل اللؤلؤ كبار الدرّ. والمرجان صغاره. فإن قلت لم قال منهما وإنما يخرجان من الملح؟ قلت لما التقيا وصارا كالشيء الواحد جاز أن يقال يخرجان منهما، كما يقال يخرجان من البحر، ولا يخرجان من جميع البحر ولكن من بعضه. وتقول خرجت من البلد وإنما خرجت من محلة من محاله، بل من دار واحدة من دوره. وقيل لا يخرجان إلا من ملتقى الملح والعذب.