الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ كُلاًّ نُّمِدُّ هَـٰؤُلاۤءِ وَهَـٰؤُلاۤءِ مِنْ عَطَآءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَآءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً }

قوله تعالى: { كُلاًّ نُّمِدُّ هَـٰؤُلاۤءِ }: " كُلاًّ " منصوب بـ " نُمِدُّ " و " هؤلاء " بدلٌ، " وهؤلاء " عطفٌ عليه، أي: كلَّ فريق نُمِدُّ هؤلاء الساعين بالعاجلة، وهؤلاء الساعين للآخرة، وهذا تقديرٌ جيد. وقال الزمخشري في تقديرِه: " كلَّ واحد من الفريقين نُمِدُّ ". قال الشيخ: " كذا قَدَّره الزمخشريُّ، وأعربوا " هؤلاء " بدلاً مِنْ " كُلاًّ " ولا يَصِحُّ أن يكونَ بدلاً مِنْ " كل " على تقدير: كلَّ واحد، لأنه إذ ذاك بدلُ من بعض، فينبغي أن يكونَ التقدير: كلَّ الفريقين.

و { مِنْ عَطَآءِ } متعلقٌ بـ " نُمِدُّ ". والعطاءُ اسمُ مصدرٍ واقعٌ موقعَ اسم المفعول.

والمَحْظور: الممنوعُ، وأصله مِن الحَظْر وهو: جَمْعُ الشيءِ في حَظيرة، والحَظيرة: ما يُعْمل مِنْ شجرٍ ونحوِه لتَأْوِي الغنم، والمُحْتَظِر: مَنْ يعمل الحظيرة.