الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن العزيز/ ابن أبي زمنين (ت 399هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ ٱلْوَرِيدِ } * { إِذْ يَتَلَقَّى ٱلْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ ٱلْيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ قَعِيدٌ } * { مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } * { وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ } * { وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ ٱلْوَعِيدِ } * { وَجَآءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَآئِقٌ وَشَهِيدٌ } * { لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءَكَ فَبَصَرُكَ ٱلْيَوْمَ حَدِيدٌ }

{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ } ما تحدث به نفسه { وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ ٱلْوَرِيدِ } وهو نياط القلب قال محمد الوريد عرق في باطن العنق والحبل هو الوريد فأضيف إلى نفسه لاختلاف لفظي اسمه.

قوله { إِذْ يَتَلَقَّى ٱلْمُتَلَقِّيَانِ } يعني الملكين الكاتبين قال محمد يعني يلتقيان ما يعمله ويكتبانه.

{ عَنِ ٱلْيَمِينِ وَعَنِ ٱلشِّمَالِ قَعِيدٌ } أي رصيده يرصده { مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ } أي حافظ حاضر يكتبان كل ما يلفظ به قال محمد { قَعِيدٌ } أراد قعيدا من كل جانب فاكتفى بذكر واحد إذ كان دليلا على الآخر وقعيد بمعنى قاعد كما يقال قدير وقادر.

{ وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ } بالبعث أي يموت ليبعث قوله { ذَلِكَ مَا كُنتَ مِنْهُ تَحِيدُ } تهرب قال الحسن هو الكافر لم يكن شيء أبغض إليه من الموت { ذَلِكَ يَوْمُ ٱلْوَعِيدِ } يعني الموعود { وَجَآءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّعَهَا سَآئِقٌ وَشَهِيدٌ } سائق يسوقها إلى الجنة أو النار وشاهد يشهد عليها بعملها وتفسير بعضهم هو ملكه الذي كتب عمله في الدنيا هو شاهد عليه بعمله.

{ لَّقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَـٰذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَآءَكَ } غطاء الكفر { فَبَصَرُكَ ٱلْيَوْمَ } يعني يوم القيامة { حَدِيدٌ } أي بصير قال محمد { حَدِيدٌ } في معنى حاد كما يقال حفيظ وحافظ ويقال حد بصره.