الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ٱعْلَمُوۤاْ أَنَّمَا ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي ٱلأَمْوَٰلِ وَٱلأَوْلَٰدِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ ٱلْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَٰهُ مُصْفَرّاً ثُمَّ يَكُونُ حُطَٰماً وَفِي ٱلآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَٰنٌ وَمَا ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَآ إِلاَّ مَتَٰعُ ٱلْغُرُورِ }

{ ٱعْلَمُوۤاْ أَنَّمَا ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَا لَعِبٌ } أي: تفريح نفس { وَلَهْوٌ } أي: باطل { وَزِينَةٌ } أي: منظر حسن { وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ } أي: في الحسب والنسب { وَتَكَاثُرٌ فِي ٱلأَمْوَٰلِ وَٱلأَوْلَٰدِ كَمَثَلِ غَيْثٍ } أي: مطر { أَعْجَبَ ٱلْكُفَّارَ } أي: الزراع { نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ } أي: يجفّ بعد خضرته ونضرته { فَتَرَٰهُ مُصْفَرّاً } أي: من اليبس { ثُمَّ يَكُونُ حُطَٰماً } أي: هشيماً متكسراً، وكذلك الدنيا لا تبقى كما لا يبقى النبات { وَفِي ٱلآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ } أي: لمن ترك طاعة الله، ومنع حق الله { وَمَغْفِرَةٌ مِّنَ ٱللَّهِ وَرِضْوَٰنٌ } أي: في الآخرة لمن أطاع الله، وأدى حق الله من ماله. { وَمَا ٱلْحَيَٰوةُ ٱلدُّنْيَآ إِلاَّ مَتَٰعُ ٱلْغُرُورِ } قال المهايميّ: يأخذ صاحبها ملاعب الدنيا بدل ملاعب الحور العين. ولهوها بملاذ الجنة. وزينتها بزينة الجنة. والتفاخر بدل التفاخر بجوار الله والقرب، والتكاثر بالأموال والأولاد بدل نعم الله والولدان المخلدين في الجنة.

ولما حقر الحياة الحسية النفسية الفانية، وصورها في صورة الخضراء السريعة الانقضاء، دعاهم إلى الحياة الباقية، فقال تعالى: { سَابِقُوۤاْ إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ... }.