الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ سَلْ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُ فَإِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلْعِقَابِ }

قوله: { سَلْ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ } الآية.

كتبوا في المصحف { نِعْمَةَ ٱللَّهِ } هاهنا بالهاء، وكذلك في سائر القرآن إلا أحد عشر موضعاً كتبت بالتاء:

في البقرة:وَٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَآ أَنزَلَ عَلَيْكُمْ } [231].

وفي آل عمرانوَٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ } [103].

وفي المائدة:ٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ } [11].

وفي إبراهيم:نِعْمَةَ ٱللَّهِ كُفْراً } [28].

وفيها:وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا } [34].

وفي النحل:وَبِنِعْمَتِ ٱللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ } [72].

/ وفيها:نِعْمَتَ ٱللَّهِ ثُمَّ يُنكِرُونَهَا } [83].

وفيهاوَٱشْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ } [114].

وفي لقمان:تَجْرِي فِي ٱلْبَحْرِ بِنِعْمَةِ ٱللَّهِ } [31].

وفي فاطر:نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ } [3].

وفي: والطور:فَمَآ أَنتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ } [29].

والأصل في جميعها التاء، ولكن من وقف بالهاء فإنما ذلك للفرق بين الأفعال والأسماء نحو " قامت " و " شجرة ".

[وقال] سيبويه: فعل ذلك للفرق بين التاء الأصلية والملحقة والزائدة في " العنت " و " ألفت " ، و " عفريت " ، و " ملكوت " و " شجرة ". وهذه هي التاء الزائدة. ولغة طيء الوقف بالتاء.

وقال الفراء: " من وقف بالتاء، أراد الوصل، ومن وقف بالهاء أراد الوقف الصحيح ". وأنكر ذلك ابن كيسان وغيره.

[وكل ما] كتب منه بالتاء، فمذهب المدنيين الوقف بالتاء على ما في المصحف. ومذهب أبي عمرو والكسائي وخلف وابن كيسان الوقف بالهاء على الأصل المشهور وقد قال ابن كيسان: " من وقف بالتاء فإنما نوى أصلها لأن أصلها التاء ".

وقوله: { كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ }.

يعني العصا وانفجار الحجر وانفلاق البحر ونحوه، ثم كفروا بعد ذلك وبدلوا هذه النعم، فأمر الله نبيه عليه السلام / بالصبر وأخبره بفعل من قبله في سالف الدهر، وقال له: سلهم كم أعطوا من الآيات ثم لم ينفعهم ذلك.

ومعنى { وَمَن يُبَدِّلْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ } أي: من يغير ما عاهد الله عليه من قبول / ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم من الإسلام فيكفر، فإن الله يعاقبه.