الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الهدايه إلى بلوغ النهايه/ مكي بن أبي طالب (ت 437 هـ) مصنف و مدقق


{ كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ }

قوله: { كُتِبَ عَلَيْكُمُ ٱلْقِتَالُ }.

أكثر العلماء على أن الجهاد فرض يحمله الإمام ومن معه عن الناس، وليس على كل رجل ذلك فرض.

ومعنى { كُتِبَ عَلَيْكُمُ } فرض عليكم، وهو كالصلاة على الموتى ودفنهم، دليله قوله:فَضَّلَ ٱللَّهُ ٱلْمُجَٰهِدِينَ بِأَمْوَٰلِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى ٱلْقَٰعِدِينَ دَرَجَةً وَكُـلاًّ وَعَدَ / ٱللَّهُ ٱلْحُسْنَىٰ } [النساء: 95]. فأخبر أن الكل له الحسنى وهي الجنة، وأن المجاهدين أفضل له.

وقال ابن جبير: " هو فرض على جميع المسلمين ".

وقد قيل: هي ناسخة واجبة لما أمروا به من العفو والصفح بمكة.

وقيل: هي منسوخة بقوله:وَمَا كَانَ ٱلْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً } [التوبة: 122].

وقيل: هي على الندب لا على الوجوب.

وقد قال عطاء: " هي فرض على الصحابة خاصة ". وهو قول مطعون فيه.

قوله: { وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ }.

الكره بضم الكاف ما كان من نفسك، وبالفتح ما أُكْرِهْتَ عليه فيه.

وقال معاذ بن مسلم: " الكُره المشقة، والكَره الإجبار ".

وقيل: هما لغتان: كالضُّعف والضَّعف.

وقيل: الكره بالضم الاسم، وبالفتح المصدر.

قوله: { وَعَسَىٰ أَن / تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ }.

معناه: إن كرهتم القتال فهو خير لكم، لأن فيه الظفر والغنيمة والشهادة.

{ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ }.

أي إنكم إن تحبوا القعود عن الجهاد فهو شر لكم لأنكم تحرمون الظفر والغنيمة و [الأجر. أو] الشهادة.

{ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ }: أي يعلم ما هو خير لكم ممّا هو شر لكم، فلا تكرهوا ما كتب عليكم من جهاد عدوكم فإنكم لا تعلمون.