الرئيسية - التفاسير


* تفسير عرائس البيان في حقائق القرآن/ البقلي (ت 606 هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَقَالَ ٱلشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ ٱلأَمْرُ إِنَّ ٱللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ ٱلْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَٱسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُوۤاْ أَنفُسَكُمْ مَّآ أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَآ أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ ٱلظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }

قوله تعالى { فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُوۤاْ أَنفُسَكُمْ } اخبر الحق عن كمال شرك ابليس حيث نسى الله بنعت اسقاط قدرة كل قادر غيرةً فى مقام المواخذة بقوله فلا تلومونى ولوموا انفسكم فسقوط النظر عن نفسه مع رؤية الغير فى البين شرك ولو كان فى مقام على حد تحقيق التوحيد ما لام احداً ولا نفسه، وما راى فى البين غير الله، الا ترى الى قول الواسطى من لام نفسه فقد اشرك. ومقام الملامة مقام المريدين لاموا انفسهم بميلها الى هواها وتكاسلها عن عبادة خالقها وذلك الملامة من طريق الايمان والارادة ليرغبوها الى المجاهدة والرياضة والندامة على ما سلف من تقصيرها فى عبادتها لا من طريق المعرفة والتوحيد وافراد القدم عن الحدوث لان هناك تسقط الوسائط وتندرس الرسوم وتنطمس طرق الاسباب قال محمد بن حامد النفس محل كل لائمة فمن لم يلم نفسه على الدوام ورضى عنها فى كل حال من الاحوال فقد اهلكها.