الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِلاَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَذَكَرُواْ ٱللَّهَ كَثِيراً وَٱنتَصَرُواْ مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُواْ وَسَيَعْلَمْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ }

{ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } من الشعراء فلا ضير عليهم ولا على من يتبعهم. { وَذَكَرُوا اللهَ كَثِيراً } في أشعارهم وغيرها ولا يشغلهم الشعر عن ذكر الله بل انما يقولون الشعر في التوحيد والثناء على الله ورسوله ودينه والحث على ذلك وذم المشركين ولا يقولون شعرا فيه معصية بل شعرا فيه نصر الله ورسوله ودينه كما قال. { وَانتَصَرُوا } بهجو الكفار. { مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا } بهجو الكفار لهم في جملة المؤمنينلا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم } فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم } وقال كثيرون المراد ذكر الله في غير الشعر لكن اذا قالوا شعرا كان في الطاعة والموعظة والزهد والآداب الحسنة وغير ذلك مما لا معصية فيه ويدخل في ذلك شعراء المؤمنين إلى آخر الدهر اذا لم يدخلوا في أشعارهم معصية وقال ابن زيد المراد ذكر الله في أشعارهم وفي الحديث أفضل العباد الذاكرون الله كثيرا هم أفضل من الغازين في المشركين حتى تنكسر سيوفهم وتختضب دما، وقال ذكر الله خير أعماكم وأزكاها وخير من انفاق الذهب والورق ومن ان تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم ويضربوا أعناقكم قال بعضهم أراد بالمستثنيين عبدالله بن رواحة رحمه الله وحسان بن ثابت ولا ولاية له في مشهور المذهب وكعب بن مالك وهو كذلك وكعب بن زهير رحمه الله وعلي وهو في البراءة ولم تثبت له التوبة في مشهور المذهب ولا يتولى هو ونحوه بالآية لأن الآية انما دلت على انه لا ضير عليهم من حيث أشعارهم وأن أشعارهم طاعة لأنهم غير مشركين وذكروا الله وانه لا ضير على من تبعهم فان الآية سبقت في ذلك وفي هذا الاستثناء رد على من قال الشعر مكروه لذاته ولو لم تكن فيه معصية قال الشافعي الشعر باب من الكلام فحسنه كحسن الكلام وقبحه كقبحه وكذا قالت عائشة رضي الله عنها وعن عطاء بن يسار شق على شعراء المسلمين قولهوالشعراء يتبعهم الغاوون } فنزل الاستثناء بالمدينة وأما رواية جابر بن عبدالله من مشي سبع خطوات في شعر كتب من الغاوين ورواية أبي هريرة لأن يمتليء جوف أحدكم قيحا خيرا له من أن يمتليء شعرا في شعر فيه معصية. قال رجل من العلوية لعمر بن عبيد أن صدري ليجيش بالشعر، فقال فما يمنعك منه فيمالا بأس فيه وقال صلى الله عليه وسلم لكعب بن مالك " أهجهم فوالذي نفسي بيده لهو أشد عليهم من النبل " وكان يقول لحسان " قل وروح القدس معك " وقال صلى الله عليه وسلم " إن المؤمن يجاهد بنفسه ولسانه والذي نفسي بيده لكأنكم ترمونهم بالنبل "

السابقالتالي
2 3 4