الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان/ عبد الرحمن بن ناصر بن السعدي (ت 1376هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُوۤاْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } * { مَثَلُ ٱلْفَرِيقَيْنِ كَٱلأَعْمَىٰ وَٱلأَصَمِّ وَٱلْبَصِيرِ وَٱلسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ }

يقول تعالى: { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } بقلوبهم، أي: صدقوا واعترفوا، لما أمر الله بالإيمان به من أصول الدين وقواعده. { وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ } المشتملة على أعمال القلوب والجوارح وأقوال اللسان. { وَأَخْبَتُوۤاْ إِلَىٰ رَبِّهِمْ } أي: خضعوا له واستكانوا لعظمته، وذلوا لسلطانه، وأنابوا إليه بمحبته وخوفه ورجائه والتضرع إليه. { أُوْلَـٰئِكَ } الذين جمعوا تلك الصفات { أَصْحَابُ ٱلجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } لأنهم لم يتركوا من الخير مطلباً، إلا أدركوه، ولا خيراً، إلا سبقوا إليه. { مَثَلُ ٱلْفَرِيقَيْنِ } أي: فريق الأشقياء وفريق السعداء. { كَٱلأَعْمَىٰ وَٱلأَصَمِّ } هؤلاء الأشقياء، { وَٱلْبَصِيرِ وَٱلسَّمِيعِ } مثل السعداء. { هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً } لا يستوون مثلاً، بل بينهما من الفرق ما لا يأتي عليه الوصف، { أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } الأعمال التي تنفعكم فتفعلونها، والأعمال التي تضركم فتتركونها.