الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ فَحَمَلَتْهُ فَٱنْتَبَذَتْ بِهِ مَكَاناً قَصِيّاً } * { فَأَجَآءَهَا ٱلْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ ٱلنَّخْلَةِ قَالَتْ يٰلَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَـٰذَا وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً }

قوله تعالى: { فَأجَآءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ } فيه وجهان:

أحدهما: معناه ألجأها، قاله ابن عباس، ومجاهد، وقتادة، ومنه قول الشاعر:

إذ شددنا شدة صادقة   فأجأناكم إلى سفح الجبل
الثاني: معناه فجأها المخاض كقول زهير:

وجارٍ سارَ معتمداً إلينا   أجاءته المخافة والرجاء.
وفي قراءة ابن مسعود { فَأَوَاهَا }

{ قَالَتْ يَالَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا } فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: أنها خافت من الناس أن يظنوا بها سوءاً قاله السدي.

الثاني: لئلا يأثم الناس بالمعصية في قذفها.

الثالث: لأنها لم تَرَ في قومها رشيداً ذا فراسة ينزهها من السوء، قاله جعفر بن محمد رحمهما الله.

{ وَكُنتُ نَسْياً مَّنسِيّاً } فيه خمسة تأويلات:

أحدها: لم أخلق ولم أكن شيئاً، قاله ابن عباس.

الثاني: لا أعرف ولا يدرى من أنا، قاله قتادة.

الثالث: النسي المنسي هو السقط، قاله الربيع، وأبو العالية.

الرابع: هو الحيضة الملقاة، قاله عكرمة، بمعنى خرق الحيض.

الخامس: معناه وكنت إذا ذكرت لم أطلب حكاه اليزيدي. والنسي عندهم في كلامهم ما أعقل من شيء حقير قال الراجز:

كالنسي ملقى بالجهاد البسبس.