الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فِيۤ أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَٰبٍ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَآ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ } * { لِّكَيْلاَ تَأْسَوْاْ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَآ آتَاكُمْ وَٱللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } * { ٱلَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ ٱلنَّاسَ بِٱلْبُخْلِ وَمَن يَتَوَلَّ فَإِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْغَنِيُّ ٱلْحَمِيدُ }

{ مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ } فيه وجهان:

أحدهما: الجوائح في الزرع والثمار.

الثاني: القحط والغلاء.

{ وَلاَ فِي أَنفُسِكُمْ } فيه أربعة أوجه:

أحدها: في الدين، قاله ابن عباس.

الثاني: الأمراض والأوصاب، قاله قتادة.

الثالث: إقامة الحدود، قاله ابن حبان.

الرابع: ضيق المعاش، وهذا معنى رواية ابن جريج.

{ إِلاَّ فِي كِتَابٍ } يعني اللوح المحفوظ.

{ مِّن قَبْلِ أَن نَّبْرَأَهَا } قال سعيد بن جبير: من قبل أن نخلق المصائب ونقضيها.

{ لِكَيْلاَ تَأْسَوْاْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ } فيه وجهان:

أحدهما: من الرزق الذي لم يقدر لكم، قاله ابن عباس، والضحاك.

الثاني: من العافية والخصب الذي لم يقض لكم، قاله ابن جبير.

{ وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَآ ءَاتَاكُمْ } فيه وجهان:

أحدهما: من الدنيا، قاله ابن عباس.

الثاني: من العافية والخصب، وهذا مقتضى قول ابن جبير.

وروى عكرمة عن ابن عباس في قوله: { لِكَيْلاَ تَأْسَوْاْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَآ ءَاتَاكُمْ } قال: ليس أحد إلا وهو يحزن ويفرح، ولكن المؤمن يجعل مصيبته صبراً، والخير شكراً.

{ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ } فيه خمسة تأويلات:

أحدها: الذين يبخلون يعني بالعلم، ويأمرون الناس بالبخل بألا يعلموا الناس شيئاً، قاله ابن جبير.

الثاني: أنهم اليهود بخلوا بما في التوارة من ذكر محمد صلى الله عليه وسلم، قاله الكلبي، والسدي.

الثالث: أنه البخل بأداء حق الله من أموالهم، قاله زيد بن أسلم.

الرابع: أنه البخل بالصدقة والحقوق، قاله عامر بن عبد الله الأشعري.

الخامس: أنه البخل بما في يديه، قال طاووس.

وفرق أصحاب الخواطر بين البخيل والسخي بفرقين:

أحدهما: أن البخيل الذي يلتذ بالإمساك، والسخي الذي يلتذ بالعطاء.

الثاني: أن البخيل الذي يعطي عند السؤال، والسخي الذي يعطي بغير سؤال.