الرئيسية - التفاسير


* تفسير روح البيان في تفسير القرآن/ اسماعيل حقي (ت 1127 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِ ٱللَّهِ وَلِقَآئِهِ أُوْلَـٰئِكَ يَئِسُواْ مِن رَّحْمَتِي وَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ }

{ والذين كفروا بآيات الله } اى بدلائله التكوينية والتنزيلية الدالة على ذاته وصفاته وافعاله فيدخل فيه النشأة الاولى الدالة على تحقق البعث والآيات الناطقة به دخولا اوليا. قال فى كشف الاسرار الكفر بآيات الله ان لايستدل بها عليه وتنسيب الى غيره ويجحد موضع النعمة فيها { ولقائه } الذى تنطق به تلك الآيات ومعنى الكفر بلقاء الله جحود الورود عليه وانكار البعث وقيام الساعة والحساب والجنة والنار { اولئك } الموصوفون بما ذكر من الكفر بآياته تعالى ولقائه { يئسوا من رحمتى } اليأس انتفاء الطمع كما فى المفردات وبالفارسية نوميدشدن كما فى تاج المصادر اى ييأسون منها يوم القيامة وصيغة الماضى للدلالة على تحققه او يئسوا منها فى الدنيا لانكارهم البعث والجزاء { واولئك } الموصوفون بالكفر بالآيات واللقاء وباليأس من الرحمة الممتازون بذلك عن سائر الكفرة { لهم } بسبب تلك الاوصاف القبيحة { عذاب اليم } لايقادر قدره فى الشدة والايلام. قال فى كشف الاسرار بدانكه تأثير رحمت الله درحق بند كان بيش از تأثير غضب است ودرقرآن ذكر صفات رحمت يبيش از ذكر صفات غضب است ودر خبرست كه سبقت رحمتى غضبى اين رحمت وغضب هر دوصفت حق است وروا نباسدكه كويى يكى بيش است ويكى بس يايكى ييش است ويكى كم زيراكه اكر يكى بيش كويى ديكررا نقصان لازم آيد واكر يكى را بيش كويى ديكررا حدوث لازم آيد بس مراد ازين تأثير ورحمت است يعنى بيشى كرد تأثير رحمت من بر تأثير غضب من تأثير غضب اوسهت نوميدى كافران از رحمت اوتا مى كويد جل جلاله { اولئك يئسوا من رحمتى } وتأثير رحمت اوست اميد مؤمنان بمغفرت او دل نهادن بررحمت او تا ميكويد عز وجلاولئك يرجون رحمة الله } فينبغى للمؤمن ان لاييأس من رحمته وان لا يأمن من عذابه فان كلا من اليأس والامن كفر بل يكون راجيا خائفا واما الكافر فلا يخطر بباله رجاء ولا خوف واذا ترقى العبد عن حالة الخوف والرجاء يعرض له حالتا القبض والبسط فالقبض للعارف كالخوف للمستأنف والبسط له كالرجاء له. والفرق بينهما ان الخوف والرجاء يتعلقان بامر مستقبل مكروه او محبوب فالقبض والبسط بامر حاضر فى الوقت يغلب على قلب العارف من وارد غيبى فتارة يغلب القبض فيقول ذلى كذل اذل اليهود واليه الاشارة بالابداء فى الآية واخرى يغلب البسط فيقول اين السموات والارضون حتى احملهما على شعرة جفن عينى واليه الاشارة بالاعادة فى الآية ومن هذه القبيل ماقال عليه السلام " ليت رب محمد لم يخلق محمدا " وماقال " انا سيد ولد آدم " وفى قوله تعالىأولم يروا } الخ اشارة الى انه تعالى كما بدأ خلق الخلق باخراجهم من العدم الى الوجود الى عالم الارواح ثم اهبطهم من عالم الارواح الى عالم الاشباح عابرين على الملكوت والنفوس السماوية والافلاك والانجم وفلك الاثير والهواء والبحار وكرة الارض ثم على المركبات والمعادن والنبات والحيوان الى ان بلغ اسفل سافلين الموجودات وهو القالب الانسانى كما قال

السابقالتالي
2