الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ ٱلْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَيُحْيِي بِهِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }

في { يُرِيكُمْ } وجهان إضماران، وإنزال الفعل منزلة المصدر، وبهما فسر المثل تسمع بالمعيدي خير من أن تراه. وقول القائل
وَقَالُوا مَا تَشَاءُ فَقُلْتُ أَلْهُو إِلَى الإِصبَاحِ آثَرَ ذِي أَثِيرِ   
{ خَوْفًا } من الصاعقة أو من الإخلاف { وَطَمَعًا } في الغيث. وقيل خوفاً للمسافر، وطمعاً للحاضر، وهما منصوبان على المفعول له. فإن قلت من حق المفعول له أن يكون فعلاً لفاعل الفعل المعلل والخوف والطمع ليسا كذلك. قلت فيه وجهان، أحدهما أن المفعولين فاعلون في المعنى، لأنهم راءون، فكأنه قيل يجعلكم رائين البرق خوفاً وطمعاً. والثاني أن يكون على تقدير حذف المضاف، أي إرادة خوف وإرادة طمع، فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه. ويجوز أن يكون حالين أي خائفين وطامعين. وقرىء «ينزل» بالتشديد.