الرئيسية - التفاسير


* تفسير الكشاف/ الزمخشري (ت 538 هـ) مصنف و مدقق


{ أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ }

{ أَلْقِيَا } خطاب من الله تعالى للملكين السابقين السائق والشهيد ويجوز أن يكون خطاباً للواحد على وجهين أحدهما قول المبرد أن تثنية الفاعل نزلت منزلة تثنية الفعل لاتحادهما، كأنه قيل ألق ألق للتأكيد. والثاني أنّ العرب أكثر ما يرافق الرجل منهم اثنان، فكثر على ألسنتهم أن يقولوا خليليّ وصاحبيّ، وقفا وأسعدا، حتى خاطبوا الواحد خطاب الاثنين عن الحجاج أنه كان يقول يا حرسيّ، اضربا عنقه. وقرأ الحسن «ألقين» بالنون الخفيفة. ويجوز أن تكون الألف في { أَلْقِيَا } بدلاً من النون إجراء للوصل مجرى الوقف { عَنِيدٍ } معاند مجانب للحق معاد لأهله { مَّنَّاعٍ لّلْخَيْرِ } كثير المنع للمال على حقوقه، جعل ذلك عادة له لا يبذل منه شيئاً قط. أو مناع لجنس الخير أن يصل إلى أهله يحول بينه وبينهم. قيل نزلت في الوليد بن المغيرة، كان يمنع بني أخيه من الإسلام، وكان يقول من دخل منكم فيه لم أنفعه بخير ما عشت { مُعْتَدٍ } ظالم متخط للحق { مُرِيبٍ } شاك في الله وفي دينه { ٱلَّذِى جَعَلَ } مبتدأ مضمن معنى الشرط، ولذلك أجيب بالفاء. ويجوز أن يكون { ٱلَّذِى جَعَلَ } منصوباً بدلاً من { كُلَّ كَفَّارٍ } ويكون { فَأَلْقِيَـٰهُ } تكريراً للتوكيد.