الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ ٱذْهَبْ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ }

{ اذْهَبْ إِلى فِرْعَوْنَ } فيه دليل للفقهاء على أن الإمام يقصد فى الدعاء إلى التوحيد رئيس القوم وبدعائه يحل دماء للقوم إن لم يجب. واختلف فى البوادى، فقيل كذلك. وقيل يدعوهم موحد. والمراد ذهب إلى فرعون وقومه. وخص فرعون بالذكر لأنه أعتى وأكفر كما قال عز وعلا { إِنَّهُ طَغَى } جاوز الحد عصى وتكبر وادعى الربوبية وكان متبوعا فدعاؤه أحق من دعاء غيره، وإلا فموسى صلى الله عليه وسلم مبعوث إلى الكل، فأمره بالذهاب إليه بالآيتين. قال ابن منبه قال الله تعالى لموسى اسمع كلامى واحفظ وصيتى وانطلق برسالتى وإنك بعينى وسمعى، وإن معك يدى وبصرى، وإبى ألبسك جبة من سلطان تستكمل بها القوة فى أمرى. بعثتك إلى خلق ضعيف من خلقى، بطر نعمتى وأمن مكرى حتى جحد حقى وانكر ربوبيتى وإنى أقسم بعزتى لولا الحجة التى وضعت بينى وبين خلقى لبطشت به بطشة جهار، ولكن هان علىَّ وسقط من عينى فبلِّغه رسالتى وادْعُه إلى عبادتى وحذِّره نقمتى، وقل له قولا ليِّنا لا يغتر بلباس الدنيا فإن ناصيته بيدى لا يطرف ولا يتنفس إلا بعلمى وموسى ساكت فجاءه ملك فقال أجب ربك فعلم أن ذلك رسالة وفهم قدر التكليف فدعا الله فى المعونة إذ لا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم كما قال الله عز وجل حكاية عنه