الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الأعقم/ الأعقم (ت القرن 9 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالُواْ لاَ تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلاَ تَذَرُنَّ وَدّاً وَلاَ سُوَاعاً وَلاَ يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً } * { وَقَدْ أَضَلُّواْ كَثِيراً وَلاَ تَزِدِ ٱلظَّالِمِينَ إِلاَّ ضَلاَلاً } * { مِّمَّا خَطِيۤئَاتِهِمْ أُغْرِقُواْ فَأُدْخِلُواْ نَاراً فَلَمْ يَجِدُواْ لَهُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ أَنصَاراً } * { وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى ٱلأَرْضِ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ دَيَّاراً } * { إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّواْ عِبَادَكَ وَلاَ يَلِدُوۤاْ إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً } * { رَّبِّ ٱغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ وَلاَ تَزِدِ ٱلظَّالِمِينَ إِلاَّ تَبَاراً }

{ وقالوا } يعني الرؤساء للاتباع { لا تذرن وداً ولا سواعاً } وقد انتقلت هذه الأصنام عن قوم نوح (عليه السلام) إلى العرب، وكان ودّ لكلب وسواع لهمدان ويغوث لمدحج، ويعوق لمراد، ونسر لحمير، ولذلك سميت العرب تعبد ود، وقيل: أسماء رجال صالحين، وقيل: من أولاد آدم (عليه السلام) ماتوا فقال ابليس لمن بعدهم: لو صورتم صورهم فكنتم تنظرون إليهم ففعلوا، فلمن مات أولئك قال لمن بعدهم: أنهم كانوا يعبدونهم فعبدوهم، وقيل: كان وداً على صورة رجل، وسواع على صورة امرأة، ويغوث على صورة أسد، ويعوق على صورة فرس، ونسر على صورة نسر { وقد أضلوا كثيراً } يعني قد ضل بسبب هذه الأصنام كثيراً من الناس فأضاف الضلال إليها لما وقع بسببها، وقيل: أن أكابرهم أضلوا اتباعهم { ولا تزد الظالمين إلاَّ ضلالاً } قيل: هلاكاً، وقيل: إهاناً { مما خطيئاتهم أغرقوا } في الدنيا ثم نقلوا إلى النار { فادخلوا ناراً } ، قيل: في قبورهم لأن الفاء للتعقيب، وقيل: نار الآخرة أي سيدخلون { فلم يجدوا لهم من دون الله أنصاراً } ينصرونهم فيدفع عنهم العذاب { وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين دياراً } أي لا تدع قيل: أنه دعا بإذن الله لما أيس من إيمانهم، وقيل: ما دعى عليهم حتى نزل:لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن } [هود: 36] وقوله: { على الأرض من الكافرين دياراً } أي أحداً يدور { إنك ان تذرهم يضلوا عبادك } يعني يتواصون بمخالفة نوح وتكذيبه { ولا يلدوا إلا فاجراً كفاراً } أي لا يلدوا إلا من يكفر عند بلوغه حدّ التكليف لأن الطفل لا يكون كافراً، وقيل: إنما قال نوح هذا حين أخرج الله كل مؤمن من أصلاب رجالهم وأرحام نسائهم وأعقم أرحام نسائهم وأيبس أصلاب رجالهم أربعين سنة قبل العذاب، وقيل: سبعين سنة، وأخبر الله نوحاً أنهم لا يؤمنون ولا يلدوا مؤمناً، فحينئذ دعا عليهم فأجاب الله دعاءه وأهلكهم بالطوفان ولم يكن فيهم صبي وقت العذاب، وقيل: يجوز أن يكون فيهم أطفال فيكون ذلك محنة يجب عليها العوض كالأمراض والأوجاع التي تصيب الأطفال، ثم دعا لنفسه فقال: { رب اغفر لي ولوالدي } وكانا مؤمنين، وقيل: آدم وحواء وقرأ الحسن بن علي (صلى الله عليه وآله وسلم): ولولديَّ يريد ساماً وحاماً { ولمن دخل بيتي } قيل: داري، وقيل: مسجدي، وقيل: سفينتي { مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنات } عامَّة، قيل: من أمة محمد { ولا تزد الظالمين إلاَّ تباراً } هلاكاً.