الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ ٱلْمَلاَئِكَةَ تَسْمِيَةَ ٱلأُنْثَىٰ }

{ إنَّ الَّذين لا يُؤمنون بالآخِرة } بالحياة الآخرة، أو الدار الآخرة، أو النشأة الآخرة، أو هو اسم ذلك بلا تقدير موصوف، أو لما فيها من العقاب على الكفر وسائر المعاصى { ليُسمُّونَ الملائكة } أى يسمون كل واحد، ولهذا المعنى قال: { تَسْميَة الأنثى } بالافراد للفاصـلة وللتلويح، بأن لكل فرد منهم هذا اللفظ، لفظ أنثى، ولفظ بنت، فلم يقل تسميات الاناث، على أنه لو قيل هذا لكان من تقسيم الجمع على الجمع، وذلك يكون حيث لا لُبس فى الافراد نحو: كسانا الأمير حلة، أى كل واحد منـا، لأن الحلة الواحدة لا يكساها متعدد، وان شئت فتسمية مصدر يصلح للكثير، وأل فى الأنثى للجنس العددى، وكأنه قيل الاناث أو للحقيقة، فـان اسم الأنثى الواحدة وهو بنت يصلح لهن كلهن، وفى ذلك كله غنى عن تقدير الطائفة الأنثى، وتسمية مفعول مطلق لا على طريقة السببية أما على طريقه فهو مغن عن تلك الأوجه كلها راجحها ومرجوحها، إلا أنه لا بد أن المراد كل فرد من أفراد الملائكة، فان هذا لا بد منه فى كل وجه.

والموصول وصلته كالاسم المشتق فى تعليق الحكم فمضمون المشتق يؤذن بعلية معنى المشتق، فتسميتهم الملائكة باسم الأنثى وهو بنت ناشىء عن كفرهم بالآخرة، فانه لا يجترىء على تلك التسمية من آمن بها، واستعمل عقله أوسمعه للزواجر، فان القديم لا يتصف بصفة الحادث، والملائكة منزهون عن النقض بالأنوثة أو غيرها.