الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المنثور في التفسير بالمأثور/ السيوطي (ت 911 هـ) مصنف و مدقق


{ لِلْفُقَرَآءِ ٱلَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي ٱلأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ ٱلْجَاهِلُ أَغْنِيَآءَ مِنَ ٱلتَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ ٱلنَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ }

أخرج ابن المنذر من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله { للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله } قال: هم أصحاب الصفة.

وأخرج البخاري ومسلم عن عبد الرحمن بن أبي بكر، أن أصحاب الصفة كانوا ناساً فقراء، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من كان عنده طعام إثنين ليذهب بثالث الحديث ".

وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم " الحق إلى أهل الصفة فأدعهم. قال: وأهل الصفة أضياف الإِسلام لا يلوون على أهل ولا مال، إذاً أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئاً، وإذا أتته هدية أرسل إليهم وأصاب منها ".

وأخرج أبو نعيم في الحلية عن فضالة بن عبيد قال " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى بالناس يخر رجال من قيامهم في صلاتهم لما بهم من الخصاصة وهم أهل الصفة، حتى يقول الأعراب: إن هؤلاء مجانين ".

وأخرج ابن سعيد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد وأبو نعيم عن أبي هريرة قال: كان من أهل الصفة سبعون رجلاً ليس لواحد منهم رداء.

وأخرج أبو نعيم عن الحسن قال " بنيت صفة لضعفاء المسلمين، فجعل المسلمون يوغلون إليها ما استطاعوا من خير، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأتيهم فيقول: السلام عليكم يا أهل الصفة. فيقولون: وعليك السلام يا رسول الله. فيقول: كيف أصبحتم؟ فيقولون: بخير يا رسول الله. فيقول: أنتم اليوم خير أم يوم يغدى على أحدكم بجفنه ويراح عليه بأخرى، ويغدو في حلة ويروح في أخرى؟ فقالوا: نحن يومئذ خير يعطينا الله فنشكر. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بل أنتم اليوم خير ".

وأخرج ابن سعد عن محمد بن كعب القرظي في قوله { للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله } قال: هم أصحاب الصفة، وكانوا لا منازل لهم بالمدينة ولا عشائر، فحث الله عليهم الناس بالصدقة.

وأخرج سفيان وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله { للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله } قال: هم مهاجرو قريش بالمدينة مع النبي صلى الله عليه وسلم، أمروا بالصدقة عليهم.

وأخرج ابن جرير عن الربيع { للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله } قال: هم فقراء المهاجرين بالمدينة.

وأخرج عبد الرزاق وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة { للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله } قال: حصروا أنفسهم في سبيل الله للغزو فلا يستطيعون تجارة.

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير { للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله } قال: قوم أصابتهم الجراحات في سبيل الله فصاروا زمنى، فجعل لهم في أموال المسلمين حقاً.

السابقالتالي
2 3 4 5 6 7 8 9 10  مزيد