الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير الجيلاني/ الجيلاني (ت713هـ) لم يتم تصنيفه بعد و لم يتم تدقيقه بعد


{ لِلْفُقَرَآءِ ٱلَّذِينَ أُحصِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي ٱلأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ ٱلْجَاهِلُ أَغْنِيَآءَ مِنَ ٱلتَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لاَ يَسْأَلُونَ ٱلنَّاسَ إِلْحَافاً وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ } * { ٱلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِٱللَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ }

ومتى عرفتم خير الإنفاق، فعليكم أن تعرفوا خير من ينفق إليه فاجعلوا إنفاقكم: { لِلْفُقَرَآءِ } العرفاء الأمناء { ٱلَّذِينَ أُحصِرُواْ } تمكنوا { فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } مشمرين للفناءفيه بحيث { لاَ يَسْتَطِيعُونَ } من غاية استغراقهم في مطالعة جماله { ضَرْباً فِي ٱلأَرْضِ } لطلب الرزق الصوري ومن غاية استغنائهم عن الدنيا وما فيها { يَحْسَبُهُمُ ٱلْجَاهِلُ } بحالهم { أَغْنِيَآءَ مِنَ } أجل { ٱلتَّعَفُّفِ } المرتكز في جبلتهم { تَعْرِفُهُم } وتنتبه على حالهم أيها المؤمنون المنفق لرضاء الله { بِسِيمَاهُمْ } من ضعف القوى ورثاثة الحال، وهم من غاية رجوعهم وركونهم عن الدنيا نحو المولى { لاَ يَسْأَلُونَ ٱلنَّاسَ إِلْحَافاً } إلماماً متمنين راجين بما عندهم، بل رزقهم الله المتجلي في الآفاق يرزقهم ن حيث لا يحتسب، وبعدما سمعتم أوصاف هؤلاء الوالهين في مطالعة جمال الله وجلاله، بادروا إلى تقوية مزاجهم ليسعدوا بالسعادة العظمى التي لا مرتبة أعلى منه { وَ } اعلموا أن { مَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ } خصوصاً لهؤلاء { فَإِنَّ ٱللَّهَ بِهِ } بذاته { عَلِيمٌ } [البقرة: 273] يجازيكم بمقتضى علمه.

ربنا اجعلنا من خدامهم وتراب أقدامهم.

بشر يا أكمل الرسل { ٱلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ } المنسوبة إليهم { بِٱللَّيْلِ وَٱلنَّهَارِ سِرّاً وَعَلاَنِيَةً } أي: في جميع أوقاتهم وحالاتهم، طالباً لرضاه، هارباً عما شغل من الحق وابتلاه { فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ } بقدر قابليتهم واستعدادهم { وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ } من التضييع والإحباط { وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } [البقرة: 274] من سوء المنقلب والمآب.