الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير القرآن / ابن عربي (ت 638 هـ) مصنف و مدقق


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَءَامِنُواْ بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } * { لِّئَلاَّ يَعْلَمَ أَهْلُ ٱلْكِتَابِ أَلاَّ يَقْدِرُونَ عَلَىٰ شَيْءٍ مِّن فَضْلِ ٱللَّهِ وَأَنَّ ٱلْفَضْلَ بِيَدِ ٱللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَآءُ وَٱللَّهُ ذُو ٱلْفَضْلِ ٱلْعَظِيمِ }

{ يا أيها الذين آمنوا } الإيمان اليقيني { اتّقوا الله } بالتجرّد عن صفاتكم والتنزه عن ذواتكم { وآمنوا برسوله } بالاستقامة في أعمالكم وأحوالكم على طريق المتابعة { يؤتكم كفلين من رحمته } في جنة النفس { ويجعل لكم نوراً } من أنوار الروح وتجليات الصفات في مقام القلب { تمشون به } تسيرون به في الصفات { ويغفر لكم } ذنوب ذواتكم { والله غفور } بإفناء البقيات { رحيم } بهبة الوجودات الحقانيّة بعد فناء الأنيات { لئلا يعلم أهل الكتاب } أي: المحجوبون بالرين عن الحق أو بطريق الضلالة ودين الباطل عن الصراط المستقيم ودين الحق { ألا يقدرون على شيء من فضل الله } لأنه موهوب لا يمكن اكتسابه { وأنّ الفضل بيد الله } أي: في تصرفه وتحت ملكه وقدرته { يؤتيه من يشاء } موهبة لا كسباً منه { والله ذو الفضل العظيم } الذي هو نهاية الكمال، والله تعالى أعلم.