الرئيسية - التفاسير


* تفسير تفسير بيان السعادة في مقامات العبادة/ الجنابذي (ت القرن 14 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقُلِ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءٍ كَٱلْمُهْلِ يَشْوِي ٱلْوجُوهَ بِئْسَ ٱلشَّرَابُ وَسَآءَتْ مُرْتَفَقاً }

{ وَقُلِ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ } يعنى قل للغافلين الّلائمين لك فى مجالسة الفقراء الحقّ ما جاء من قبل ربّكم وهو الصّبر مع الفقراء { فَمَن شَآءَ فَلْيُؤْمِن } اى من شاء فليسلم بى { وَمَن شَآءَ فَلْيَكْفُرْ } او قل الولاية هو الحقّ من ربّكم فمن شاء فليؤمن بالبيعة الخاصّة الولويّة ومن شاء فليكفر فانّه لا اكراه فى الدّين وطريق الولاية فالاختيار فى ذلك اليكم { إِنَّا أَعْتَدْنَا } هيّأنا { لِلظَّالِمِينَ } انفسهم فى الكفر بك او فى ترك الولاية وغصب الخلافة { نَاراً أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا } وان كانوا لا يشعرون بها وسيظهر لهم انّها كانت محيطةً بهم { وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ بِمَآءٍ كَٱلْمُهْلِ } كدردىّ الزّيت المغلى او كالنّحاس المذاب { يَشْوِي ٱلْوجُوهَ } لفرط حرارته ونتنه حينما يقرب الى الفم { بِئْسَ ٱلشَّرَابُ } المهل { وَسَآءَتْ } النّار { مُرْتَفَقاً } متّكأً ليّناً يستراح به وهو امّا من باب المشاكلة مع قوله وحسنت مرتفقاً، او من باب استعمال الضّدّ فى الضّد تهكّماً.