قال عز وجل: { وَمِزَاجُهُ } أي: ومزاج ذلك الشراب { مِن تَسْنِيمٍ عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ }. قال بعضهم: يشرب بها المقربون صرفا، وتمزج لسائر أهل الجَنة. قوله تعالى: (عَيْناً) أي: تلك الخمر من عين. وإنما صارت عينا كقوله:{ ءَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِيناً } [الإِسراء:61] أي من طين. قال تعالى: { يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ } وهي من تسنيم، أي تسنم عليهم منازلهم، أي: مالهم من معالٍ. وتسنيم أشرف شراب في الجنة. ذكروا عن ابن عباس أنه قال: تسنيم هي مما قال الله:{ فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ } [السجدة:17]. قوله عز وجل: { إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُواْ } أي: أشركوا أي: أشركوا { كَانُواْ مِنَ الَّذِينَ آمَنُواْ يَضْحَكُونَ } أي: في الدنيا، يسخرون بهم. تفسير: الحسن كان المشركون إذا مرّ بهم النبي عليه السلام وأصحابه يقول بعضهم لبعض: انظروا إلى هؤلاء الذين تركوا شهواتهم في الدنيا يطلبون بذلك ـ زعموا ـ نعيماً في الآخرة.