الرئيسية - التفاسير


* تفسير تيسير التفسير/ اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ فَلَمَّا قَضَىٰ مُوسَى ٱلأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ ٱلطُّورِ نَاراً قَالَ لأَهْلِهِ ٱمْكُثُوۤاْ إِنِّيۤ آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّيۤ آتِيكُمْ مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ ٱلنَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ }

{ فلمَّا قَضَى مُوسَى الأجل } عشر حجج صداقاً للبنت الصغرى، كما قاله الحسن بن على، وابن عباس، وأبو سعيد الخدرى، وكما روى ان رجلا من اليهود، سأل سعيد بن جبير فى الحيرة، فقال: حتى أسأل حبر العرب، فسأل ابن عباس فقال بذلك، عن وهب بن منبه أنه تزوج الكبرى، والجمهور على الأول، وروى عن أبى ذر مرفوعاً: إذا سئلت فقل تزوج الصغرى القائلة يا أبت استأجره، كما روى عن أبى سعيد الخدرى: أنه سأله رجل عن ذلك فقال: لا أدرى حتى أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله فقال: " حتى أسأل جبريل " فسأله فقال: " حتى أسأل ميكائيل " فسأله فقال: " حتى أسأل لارفيع " فسأله فسأل: " حتى أسأل إسرافيل " عليهم السلام فقال حتى أسأل ذا العزة فقال بصوته الأشد: " يا ذا العزة أى الأجلين قضى موسى؟ " فقال: " أتم الأجلين وأطيبهما عشر سنين ".

والمعنى تزوجها، وكان ما كان، فلما قضى إلخ قيل قال له شعيب بعد العقد: خذ عصا من عصى فى هذا البيت، فأخذ العصا التى نزل بها آدم من الجنة، قيل أخذها ليلا وتوارثها الأنبياء حتى وصلت شعيبا، فقال خذ غيرها، فردها فتناول، وما وقع فى يده غيرها سبع مرات، فعلم أن له شأنا قلت: ولو توارثها الأنبياء لشهرت عندهم، ولوصلت أفضلهم صلى الله عليه وسلم. وقيل: أخذها جبريل من آدم بعد موته، وحفظها لموسى، وأعطاه إياها ليلاً، وكانت من آس الجنة، أعطاه إياها جبريل، وقيل: أودعها ملك بصورة رجل شعيبا، ولما قال لابنته: أعطه عصا، أعطته إياها، فقال: أعطه غيرها فما تناولت سواها سبع مرات، فتركها فندم لأنها وديعة، فجعل بينهما أول آت، فأتى ملك بصورة رجل فقال: ألقياها فى الأرض فمن أخذها فله، فعالجها شعيب فلم يقدر، وأخذها موسى، وقيل هى عصا من سائر الشجر، أخذها فجعل الله سبحانه فيها ما جعل، وقيل: من شجرة العوسج التى نودى عليها، فتكون بعد فراق شعيب، والمشهور أنها عقب التزوج، ورعى بها غنم شعيب.

وروى أنه قال له: إذا بلغت مفرق الطرق، فخذ اليسار، فان اليمين ولو كان فيه الكلأ فيه تنين أخشاه عليك وعلى الغنم، ولم يقدر أن يرد الغنم عنه، فنام وخرج فقتلته العصا، فرجعت ملطخة، ولما استيقظ رآها والتنين مقتولا، وارتاح لذلك، ورجعت الغنم ملأى البطون، وأخبر شعيبا بذلك، ففرح وعلم ان لموسى والعصا شأنا، ويقال: بكى شعيب حتى عمى، فرد الله بصره ثلاث مرات، فأوحى الله تعالى اليه: اتبكى شوقا الى الجنة، أو خوفا من النار؟ فقال: بل شوقا إليك، فقال الله تعالى: هنيئاً لك، فلذلك أخدمتك كليمى.

السابقالتالي
2