الرئيسية - التفاسير


* تفسير الجامع لاحكام القرآن/ القرطبي (ت 671 هـ) مصنف و مدقق


{ وَٱلنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا }

كشفها. فقال قوم: جلَّى الظلمة وإن لم يجر لها ذكر كما تقول: أضحت باردة تريد أضحت غَداتُنا باردة. وهذا قول الفرّاء والكلبيّ وغيرهما. وقال قوم: الضمير في «جَلاَّها» للشمس والمعنى: أنه يبين بضوئه جِرْمها. ومنه قول قيس بن الخَطِيم:
تَجَلَّت لنا كالشمسِ تحتَ غَمامةٍ   بدا حاجبٌ منها وضَنَّت بحاجِبِ
وقيل: جَلَّى ما في الأرض من حيوانها حتى ظهر، لاستتاره ليلاً وانتشاره نهاراً. وقيل: جَلَّى الدنيا. وقيل: جَلَّى الأرض وإن لم يجر لها ذكر ومثله قوله تعالى:حَتَّىٰ تَوَارَتْ بِٱلْحِجَابِ } [صۤ: 32] على ما تقدّم آنفاً.