الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِذَا وَقَعَتِ ٱلْوَاقِعَةُ } * { لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ } * { خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ }

{ إِذَا وَقَعَتِ ٱلْوَاقِعَةُ } أي: نزلت وجاءت. و (الواقعة) علم بالغلبة على القيامة، أو منقول، سميت بذلك لتحقق وقوعها، وكأنه قيل: إذا وقعت التي لا بد من وقوعها. واختيار (إذا) مع صيغة المضيّ، للدلالة على ما ذكر. { لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ } أي: كذب أو تكذيب. وقد جاء المصدر على زنة (فاعلة) كالعاقبة، والعافية. واللام للاختصاص. أو المعنى: ليس حين وقعتها نفس كاذبة، أي: تكذب على الله، أو تكذب في نفيها. واللام للتوقيت.

قال الشهاب: و (الواقعة): السقطة القوية، وشاعت في وقوع الأمر العظيم. وقد تخص بالحرب؛ ولذا عبر بها هنا. { خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ } أي: تخفض الأشقياء إلى الدركات، وترفع السعداء إلى الدرجات. وقيل، الجملة مقررة لعظمة الواقعة على طريق الكناية؛ لأن من شأن الوقائع العظام أنها تخفض قوماً وترفع آخرين.