الرئيسية - التفاسير


* تفسير محاسن التأويل / محمد جمال الدين القاسمي (ت 1332هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ سَأَلَ سَآئِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ } * { لِّلْكَافِرِينَ لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ } * { مِّنَ ٱللَّهِ ذِي ٱلْمَعَارِجِ }

{ سَأَلَ سَآئِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِّلْكَافِرِينَ } قال مجاهد: أي: دعا داعٍ بعذاب يقع في الآخرة، وهو قولهم:ٱللَّهُمَّ إِن كَانَ هَـٰذَا هُوَ ٱلْحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ ٱلسَّمَآءِ أَوِ ٱئْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ } [الأنفال: 32] والسائل هو النضر بن الحارث بن كلدة - فيما رواه النسائي عن ابن عباس - وقد قيل: إن الموعود بوقوعه عذاب الدنيا. وقد قتل النضر ببدر، ففي الآية إخبار عن مغيب وقع مصداقه. و { لِلْكَافِرِينَ } صفة ثانية لـ (عذاب)، أو صلة لـ (واقع). واللام للتعليل، أو بمعنى (على). { لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ * مِّنَ ٱللَّهِ } أي: راد يرده من جهته، لتعلق إرادته به وهكذا كقوله تعالى:وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِٱلْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ ٱللَّهُ وَعْدَهُ } [الحج: 47].

وقوله تعالى: { ذِي ٱلْمَعَارِجِ } قال الرازي: المعارج جمع معرج، وهو المصعد. ومنه قوله تعالى:وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ } [الزخرف: 33].

والمفسرون ذكروا فيه وجوها:

أحدها: قال ابن عباس في رواية: أي: هي السماوات. وسماها معارج لأن الملائكة يعرجون فيها.

وثانيها: قال قتادة: ذي الفواضل والنعم. وذلك لأن لأياديه ووجوده إنعامه مراتب، وهي تصل إلى الناس على مراتب مختلفة.

وثالثها: أن المعارج هي الدرجات التي يعطيها أولياءه في الجنة.