الرئيسية - التفاسير


* تفسير الدر المصون/السمين الحلبي (ت 756 هـ) مصنف و مدقق


{ مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ }

قوله: { مَا وَدَّعَكَ }: هذا هو الجوابُ. والعامَّةُ على تشديد الدالِ من التَوْديع. [وقرأ] عروة بن الزبير وابنه هشام وأبو حيوة وابن أبي عبلة بتخفيفِها مِنْ قولِهم: وَدَعَه، أي: تركه والمشهورُ في اللغةِ الاستغناءُ عن وَدَعَ ووَذَرَ واسمِ فاعِلهما واسمِ مفعولِهما ومصدرِهما بـ " تَرَكَ " وما تصرَّفَ منه، وقد جاء وَدَعَ ووَذَرَ. قال الشاعر:
4591ـ سَلْ أميري ما الذي غَيَّرَهْ   عن وِصالي اليومَ حتى وَدَعَهْ
وقال الشاعر:
4592ـ وثُمَّ وَدَعْنا آلَ عمروٍ وعامرٍ   فرائِسَ أَطْرافِ المُثَقَّفةِ السُّمْرِ
قيل: والتوديعُ مبالغةٌ في الوَدْع؛ لأن مَنْ وَدَّعك مفارقاً فقد بالغ في تَرْكِك.

قوله: { وَمَا قَلَىٰ } أي: ما أَبْغَضَك، قلاه يَقْليه بكسر العين في المضارع، وطيِّىء تقول: قلاه يقلاه بالفتح قال الشاعر:
4593ـ أيا مَنْ لَسْتُ أَنْساه   ولا واللَّهِ أَقْلاه
لكَ اللَّهُ على ذاكَ   لكَ اللَّهُ [لكَ اللَّهُ]
وحُذِفَ مفعولُ " قَلَى " مراعاةً للفواصلِ مع العِلْم به وكذا بعدَ " فآوىٰ " وما بعدَه.