قوله تعالى: { إِنَّآ أَعْطَيْنَاكَ ٱلْكَوْثَرَ } [الآية: 1]. قال الصادق فى قوله: { إِنَّآ أَعْطَيْنَاكَ ٱلْكَوْثَرَ } قال: نور فى قلبك دلك علىَّ، وقطعك عما سواى. قال أيضاً: الشفاعة لأمتك. وقال بعضهم: { أَعْطَيْنَاكَ } معجزة أكثرت بها أهل الإجابة لدعوتك. وقال ابن عطاء: الرسالة والنبوة. وقال ابن عطاء معرفة بربوبيتى، وانفراد بوحدانيتى وقدرتى، ومشيئتى. وقال سهل: الحوض، تسقى من شئت بإذنى وتمنع من شئت بإذنى. وقال القاسم فى قوله: { إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ ٱلأَبْتَرُ } [الآية: 3]. أى: متعطل منقطعٌ عن خيرات الدارين أجمع. وقال أبو سعيد القرشى: لما نزلت على النبى صلى الله عليه وسلم:{ أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ ٱلْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ } [الإسراء: 57] قال النبى صلى الله عليه وسلم: " يا رب اتخذت إبراهيم خليلاً، وموسى كليمًا فبماذا خصصتنى فأنزل الله تعالى: { أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ } فلم يكتف بذلك فأنزل الله: { أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوَىٰ } فلم يكتف بذلك، وحوّله أن لا يكتفى لأن السكون إلى الحال سبب قطع المزيد فأنزل الله: { إِنَّآ أَعْطَيْنَاكَ ٱلْكَوْثَرَ } فلم يكتف بذلك حتى بلغنا أن جبريل صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تعالى يقرئك السلام وقال: إن كنت اتخذت إبراهيم خليلاً، وموسى كليمًا فقد اتخذتك حبيبًا، وعزتى لأختار حبيبى على خليلى وكليمى فسكن " ، وهذا أجل من الرضا لأن هذه الدَّالة، والمجادلة لأن الرضا للحبيب، والواله والانبساط للخليل، ألا ترى إلى قصة إبراهيم صلوات الله عليه وحاله البشرى يجادلنا وهو على الانبساط.