{ فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ } أي: رخصت وسهلت له نفسه. والتصريح بأخوّته لكمال تقبيح ما سوّلته نفسه، أي: الذي حقه أن يحفظه من كل من قصده بالسوء بالتحمل على نفسه { فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ } دِيناً، إذْ صار كافراً حاملاً للدماء إلى يوم القيامة. ودُنيا، إذ صار مطروداً مبغضاً للخلائق. وقد أخرج الجماعة - غير أبي داود - عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تقتل نفس ظلماً إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها. لأنه كان أول من سنّ القتل " انتهى. ولما قتله لم يدر ما يصنع به من إفراط حيرته.