الرئيسية - التفاسير


* تفسير هميان الزاد إلى دار المعاد / اطفيش (ت 1332 هـ) مصنف و مدقق


{ قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّواْ مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُواْ فُرُوجَهُمْ ذٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ إِنَّ ٱللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }

{ قُلْ لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُم } الجمهور على ان الجزم في الآية في جواب قل بشرط مقدر بعد الطلب. وقال الخليل وسيبويه بنفس فعل الامر. وقال السيرافي بفعل الامر نائبا مناب الشرط مقدر. وقال الكسائي مجزوم بلام الامر محذوفة. وقال المبرد مجزوم في جواب أمر محذوف اي قل لهم غضوا يغضوا. وقيل مبني. وعنه صلى الله عليه وسلم " إذا لم يشن امروء إِلا بما عمل فقد سعد " { ذَلِكَ أَزْكَى لَهُم } اطهر وانفع لما فيه من البعد عن الريبة والاشارة إلى ما ذكر من غض البصر وحفظ الفرج * { إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ } بالابصار والفروج وغيرها من حركة وسكون واعتقاد فيجازيهم ويظل الله الرجل الذي دعته امراة حسناء فقال اني اخاف الله في ظل العرش يوم لا ظل الا ظله وكذا المرأة التي دعاها رجل كذلك فقالت ذلك. وكان فتى من الزهاد في الكوفة يخرج إلى المسجد فهوته جارية من العرب ولما اشتد ما بها رصدته فقالت يا فتى سالتك بمن ترجو انشدتك الا توقفت عليّ قليلا وسمعت كلامي فارتعد وقيل نكلي وامضي فهذا موقف التهمة ويحك ما كلام النساء للرجال الذي ليسوا لهن بمحارم. فقالت والله ما حملني على ذلك جرأة تقدمت مني على كلام الرجال غير ان المقادير تسوق العباد إلى مثل هذا وحملني على لقائك بنفس انكم معاشر النساك امثال القوارير يرى أدنى شيء يعيبه وجملة ما اكلمك به اني قد اصبحت وقلبي فارغ من احوال الدنيا كلها الا منك الله في امري واني اسال الذي بيده مفاتيح قلبك ان يسهل ما عسر من امرك والسلام. فلما سمع كلامها تغير واطلق ثم قال اف لشيطان علمك هذا الكلام والله لأكيدنه فيك ثم انصرف إلى مسجده فقدم إليه فطوره فقال لا حاجة لي فيه وعرضت له وساوس من امرها فدعا صبحه بدواة وقرطاس وكتب بسم الله الرحمن الرحيم اما بعد يا جارية انك تدعينني إلى المعاصي كانما لي ولك جُنة من عذاب الله تعالى اعلمي ان الله تعالى إذا عصي ستر وحلم فاذا عاد العبد إلى المعصية عاد الله في ستره وحلمه فاذا اتخذها شعارا وجعلها دثارا غضب الله عليه غضبا لا يقوم لغضبه السماوات والارضون وما فيهن وما عليهن. يا جارية ان يكن ما ذكرت باطلا فاني احذرك يوم الطامة والصاخة والواقعة يوم تكون السماء كالمهل وتجثوا الملائكة على الركب لصولة الجبار. وتصير الكتب بالايمان والشمائل فالسعيد يومئذ من قدم عملا يكون انسا له في وحدته واخا مساعدا له في وحشته وان يكن ما ذكرت حقا فاني ادلك على الطبيب الشفيق الرفيق الذي يداوي مثلك فعليك بصدق المسألة وحقيقة الاستكانة لعله يكشف عنك ما ذكرت فاني متشاغل عنك بقوله تعالى

السابقالتالي
2