الرئيسية - التفاسير


* تفسير انوار التنزيل واسرار التأويل/ البيضاوي (ت 685 هـ) مصنف و مدقق


{ حُنَفَآءَ للَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ ٱلسَّمَآءِ فَتَخْطَفُهُ ٱلطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ ٱلرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ }

{ حُنَفَاء للَّهِ } مخلصين له. { غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ } وهما حالان من الواو. { وَمَن يُشْرِكْ بِٱللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ ٱلسَّمَاء } لأنه سقط من أوج الإِيمان إلى حضيض الكفر. { فَتَخْطَفُهُ ٱلطَّيْرُ } فإن الأهواء الرديئة توزع أفكاره، وقرأ نافع وحده { فَتَخْطَفُهُ } بفتح الخاء وتشديد الطاء. { أَوْ تَهْوِى بِهِ ٱلرّيحُ فِى مَكَانٍ سَحِيقٍ } بعيد فإن الشيطان قد طوح به في الضلالة أو للتخيير كما قوله تعالى:أَوْ كَصَيّبٍ مِّنَ ٱلسَّمَاء } [البقرة: 19] أو للتنويع فإن المشركين من لا خلاص له أصلاً، ومنهم من يمكن خلاصه بالتوبة لكن على بعد، ويجوز أن يكون من التشبيهات المركبة فيكون المعنى: ومن يشرك بالله فقد هلكت نفسه هلاكاً يشبه أحد الهلاكين.